كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 4)

وعلى هذا الاحتمال، يقال بأن أبا مالك سمع عمارًا وهو يخطب بالكوفة، فوصف لهم التيمم، موقوفًا عليه، هكذا رواه الحفاظ عن حصين، ثم هو قد سمع من عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، في صفة التيمم مرفوعًا، هكذا رواه الثوري عن سلمة بن كهيل، ولما كان الإسناد إلى أبي مالك في الموقوف والمرفوع صحيحًا، رجاله أئمة ثقات حفاظ، صارا كالحديثين، لذا قال أبو حاتم: "ويحتمل أن يكون سمع أبو مالك من عمار كلامًا غير مرفوع، ويسمع مرفوعًا من عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالله أعلم، وبين وفاة عمار وابن عباس إحدى وثلاثون سنة (٣٧ - ٦٨).
***
٣٢٦ - شعبة، قال: حدثني الحكم، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار، في هذا الحديث، قال: فقال -يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك إلى الأرض، فتمسح بهما وجهك وكفيك"، وساق الحديث.
• حديث متفق على صحته.
هذا حديث يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة -ولفظه عند مسلم-: قال: حدثني الحكم، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن رجلًا أتى عمر، فقال: إني أجنبت فلم أجد ماءً؟ فقال: لا تصلي. فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا، فلم نجد ماءً، فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض، ثم تنفخ، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك"، فقال عمر: اتق الله يا عمار! قال: إن شئت لم أحدث به.
ولفظ البخاري -من طريق آدم عن شعبة-:. . . فذكر القصة بنحوها، ثم قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما كان يكفيك هكذا"، وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بكفيه الأرض، ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه.
أخرجه البخاري (٣٣٨ و ٣٣٩ و ٣٤٠ و ٣٤١ و ٣٤٢ و ٣٤٣)، ومسلم (٣٦٨/ ١١٢ و ١١٣)، وأبو عوانة (١/ ٢٥٥ و ٢٥٦/ ٨٨٢ و ٨٨٥ و ٨٨٦)، وأبو نعيم في المستخرج (١/ ٤٠٤/ ٨١٢)، والنسائي (١/ ١٦٩ و ١٧٠/ ٣١٧ و ٣١٨ و ٣١٩)، وابن ماجه (٥٦٩)، وابن خزيمة (١/ ١٣٤ و ١٣٥/ ٢٦٦ و ٢٦٨)، وابن حبان (٤/ ٧٩ و ١٣١ و ١٣٢/ ١٢٦٧ و ١٣٠٦ و ١٣٠٩)، وابن الجارود (١٢٥)، وأحمد (٤/ ٢٦٥ و ٣٢٠)، والطيالسي (٢/ ٣٠/ ٦٧٣)، والبزار (٤/ ٢٢٣/ ١٣٨٥)، وأبو يعلى (٣/ ١٨٣/ ١٦٠٧)، والسراج في مسنده (١٢)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٢٥٥٢)، وابن المنذر (٢/ ٥١ و ٥٥/ ٥٤٤ و ٥٤٨)، والطحاوي في

الصفحة 72