كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وشيخ الحاكم: علي بن حمشاذ العدل النيسابوري: ثقة متقن حافظ إمام [تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٥٥)، السير (١٥/ ٣٩٨)، العبر (٢/ ٢٥٤)، تاريخ الإسلام (٢٥/ ١٦٥)، طبقات الحفاظ (٨١٣)].
والذي يظهر لي -والله أعلم- أن الوهم فيه من هشام بن علي السيرافي، دخل له حديث في حديث، أدخل حديث مالك على حديث صالح بن أبي الأخضر، وقرنهما في إسناد واحد على لفظ حديث صالح.
وقد روى هذا الحديث: أبو عوانة في صحيحه (١٥٣٠)، قال: "حدثنا جعفر بن محمد القلانسي، وتمتام محمد بن غالب، قالا: ثنا الحجبي، قال: ثنا حماد بن زيد، قال: ثنا مالك بإسناده مثله".
كذا قال أبو عوانة، وأحاله سندًا ومتنًا على حديث ابن وهب، والقعنبي، عن مالك.
هكذا رواه جعفر بن محمد بن حماد القلانسي الرملي [ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ١٦٣)، وقال الذهبي في السير (٨٤/ ١٠١): "صدوق عابد، كبير القدر"، وانظر: تاريخ الإسلام (٢٠/ ٣٢٨)]، وتمتام محمد بن غالب [حافظ مكثر، ثقة مأمون، مكثر مجود، إلا أنه وهم في أحاديث. اللسان (٧/ ٤٣٤)]، فلم يذكرا في إسناده صالح بن أبي الأخضر، ولم يذكرا في متنه الجمعة]، ولا ذكراه بهذا اللفظ، فإن أبا عوانة قال: "بإسناده مثله"، مما يقتضي مطابقة لفظهما للفظ الحفاظ عن مالك.
ثم إن الحديث قد رواه: أبو كامل الجحدري، فضيل بن حسين البصري [ثقة متقن]، وإبراهيم بن الحجاج السامي [ثقة]:
كلاهما، عن حماد بن زيد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك من صلاة ركعة فقد أدرك".
قالوا: من هنا قيل: ومن أدرك من الجمعة ركعة صلى إليها أخرى.
أخرجه ابن حبان (١٤٨٧)، وابن عبد البر (٧/ ٦٤).
فلم يذكرا في إسناده صالح بن أبي الأخضر، ولا في متنه ذكر الجمعة، وهذا هو الصحيح المحفوظ من حديث حماد بن زيد.
والحديث قد رواه عن مالك جماعة من أصحابه الثقات مثل: عبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبي مصعب الزهري، والإمام الشافعي، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن الحسن الشيباني، ويحيى بن يحيى الليثي، ويحيى بن قزعة (١٣) وغيرهم:
فلم يذكروه بهذا اللفظ.
فهو حديث منكر بهذا الإسناد واللفظ.
والحديث إنما هو حديث صالح بن أبي الأخضر؛ فقد روى الدارقطني في سننه

الصفحة 102