كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وقال الدارقطني في السنن والعلل: "قال لنا أبو بكر بن أبي داود: لم يروه عن يونس إلا بقية".
وتقدم قوله في العلل أيضًا.
وقال في الأفراد: "تفرد به بقية، عن يونس، عن الزهري عنه".
وقال الذهبي في السير (٨/ ٥٢٦): "فهذا منكر؛ وإنما يروي الثقات عن الزهري بعض هذا بدون ذكر الجمعة، ودون قوله: "وتكبيرتها فقط"".
لكنه ذهل عن هذا فقال في السير (١٤/ ١٩٥): "صحيح غريب".
ووهم آخر فيه على يونس:
قال النسائي في المجتبي (١/ ٥٥٨/٢٧٥)، وفي الكبرى (٢/ ٢١٢/ ١٥٥٣): أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا أيوب بن سليمان، قال: حدثنا أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سالم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك ركعة من صلاة من الصلوات فقد أدركها؛ إلا أنه يقضي ما فاته".
لكن خالفه البخاري فرواه في جزء القراءة خلف الإمام (٢٠٣)، قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان، قال: أخبرني عبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد، ويونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك؛ إلا أنه يقضي ما فاته".
ورواه البزار في مسنده (١٤/ ١٤١/ ٧٦٦٢)، قال: حدثنا عبد الله بن شبيب [أبو سعيد الربعي: أخباري علامة، لكنه واهٍ، ذاهب الحديث. اللسان (٤/ ٤٩٩)]، قال: نا أيوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر بن أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة كلها؛ إلا أنه يقضي ما فاته".
ورواية البخاري هي الصواب، ولا أدري من الواهم في الإسناد الأول: أيوب بن سليمان بن بلال؟ فيكون حدث به مرة على الصواب فسمعه منه البخاري، ومرة وهم فيه فسمعه منه أبو إسماعيل الترمذي وحدث به كما سمع.
أم أن الواهم فيه هو أبو إسماعيل الترمذي، فإنه وإن كان ثقة، إلا أن البخاري أحفظ منه وأضبط، فتقدم روايته وتكون هي المحفوظة، ورواية أبي إسماعيل شاذة. ولعل هذا الاحتمال أقرب إلى الصواب؛ لأن أيوب بن سليمان: ثقة، وكان يروي عن عبد الحميد أبي بكر بن أبي أويس، عن أبيه سليمان بن بلال نسخة، أخرج البخاري أحاديث منها في صحيحه متابعة [وانظر ما تقدم تحت الحديث رقم (٣٩٤)].
وهذه الزيادة في هذا الحديث: "إلا أنه يقضي ما فاته" زيادة شاذة، والمحفوظ عن الزهري، بل وعن عبيد الله بن عمر، وعن يونس بن يزيد بدونها.
• وأما عبيد الله بن عمر:

الصفحة 107