كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

ولم يصب الحاكم حين صححه على شرط الشيخين، وأصاب ابن خزيمة وابن المنذر حين أعلاه؛ فهو خبر معلول ويأتي بيان علته.
١٠ - ورواه الحجاج بن أرطأة [ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يسمع من الزهري شيئًا. انظر: التهذيب (١/ ٣٥٦)، تحفة التحصيل (٦١)]، وعبد الرزاق بن عمر الثقفي أبو بكر الدمشقي [متروك الحديث عن الزهري. التقريب (٣٨٢)]، ويحيى بن أبي أنيسة [متروك الحديث. التهذيب (٤/ ٣٤١)]، وسليمان بن أبي داود الحراني [منكر الحديث. اللسان (٤/ ١٥٠)]:
أربعتهم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أدرك من الجمعة ركعة فليصل اليها أخرى"، أو: "فقد أدرك".
ولفظ الحراني: "من أدرك الركوع من الركعة الآخرة يوم الجمعة فليضف اليها أخرى، ومن لم يدرك الركوع من الركعة الأخرى فليصل الظهر أربعًا".
أخرجه أبو يعلى (٥/ ٣٦/ ٢٦٢٥)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٢٢٨) و (٥/ ٣١٠) و (٧/ ١٨٨)، والدارقطني في السنن (٢/ ١٠ و ١٢)، وفي العلل (٩/ ٢٢٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٦/ ١٥١)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٦٥/ ٧٩٧)، وفي التحقيق (١/ ٥٠٧/ ٨١٢).
وانظر: الكامل (٦/ ١٨٢)، وعلل الدارقطني (٩/ ٢١٠).
قال ابن عدي في الموضع الأول لما ذكره في ترجمة حجاج: "وهذا لا يرويه الثقات عن الزهري، ولا يذكرون الجمعة، وإنما قالوا: "من أدرك من الصلاة ركعة". وإنما ذكر الجمعة مع الحجاج قوم ضعاف عن الزهري".
وقال في الموضع الثاني لما ذكره في ترجمة عبد الرزاق بن عمر: "وهذا بهذا الإسناد عن الزهري عن سعيد، لا يقول: "من أدرك من الجمعة ركعة" إلا ضعيف، والثقات يقولون: "من أدرك من الصلاة ركعة".
وقال في الموضع الثالث لما ذكره في ترجمة يحيى بن أبي أنيسة: "وقد رواه جماعة ضعفاء عن الزهري فيهم ياسين الزيات، ومعاوية بن يحيى الصدفي، وحجاج بن أرطأة وغيرهم، والباقون الثقات عن الزهري قالوا: "من أدرك من صلاة ركعة فقد أدرك"، وفي سنده سقط.
وقال في موضع آخر (٦/ ١٨٢) لما ساق الحديث بإسناده إلى الحجاج بن أرطأة: حدثني أبو جابر البياضي: أنه سمع سعيد بن المسيب، يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك من الجمعة ركعة فليصل اليها أخرى"؛ قال: "وهذا رواه عن الزهري الثقات، وقال: "من أدرك من الصلاة ركعة" ولم يذكر الجمعة، ورواه قوم ضعفاء عن الزهري، مثل: معاوية بن يحيى الصدفي، وجماعة من أمثاله، عن سعيد بن المسيب فذكروا الجمعة، ووافقهم أبو جابر البياضي، عن سعيد بن المسيب، وذكر الجمعة في الإسناد ليس بمحفوظ".

الصفحة 114