كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

روى فتواه بعد الحديث مباشرة أو منفصلًا:
مالك في الموطأ (١/ ١٦١/ ٢٧٩)، والبخاري في القراءة خلف الإمام (٢٠٠ و ٢٠٧ و ٢١٤ و ٢١٥)، وعبد الرزاق (٣/ ٢٣٥/ ٥٤٧٦)، وأبو عوانة (١٥٣٥)، وأبو نعيم في المستخرج (١٣٥٣)، وابن خزيمة (١٨٤٩)، والسراج في مسنده (٩٢٦ و ٩٢٨ و ٩٣٥)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١١٩٤ و ١١٩٧ و ١١٩٩)، وابن المنذر (١٨٥٤)، والطبراني في مسند الشاميين (٢٨٨٥)، وابن عبد البر (٧/ ٧١ و ٧٢)، والخطيب في تاريخه (٣/ ٣٩).
وعليه فمن ذكر الجمعة في المرفوع فقد أدرجها من قول الزهري.
قال ابن حبان في صحيحه (١٤٨٧): "ذكر الخبر الدال على أن الطرق المروية في خبر الزهري: "من أدرك من الجمعة ركعة، كلها معللة ليس يصح منها شيء"، ثم أسند الحديث من طريق حماد بن زيد عن مالك به وفي آخره: "قالوا: من هنا قيل: ومن أدرك من الجمعة ركعة صلى إليها أخرى".
يعني: استنباطًا، ورواية بالمعنى.
قال ابن خزيمة في إعلال قول من قال: "الجمعة" في الحديث: "هذا خبر روي على المعنى، لم يؤدَّ على لفظ الخبر، ولفظ الخبر: "من أدرك من الصلاة ركعة" فالجمعة من الصلاة أيضًا، كما قاله الزهري. فإذا روي الخبر على المعنى لا على اللفظ جاز أن يقال: من أدرك من الجمعة ركعة، إذ الجمعة من الصلاة ... "، وتقدم نقله بتمامه.
وقال ابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٠٢) في إعلال قول من قال: "الجمعة" في الحديث: "وقد روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير وجه أنه قال: "من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى"، وقد تكلم في أسانيدها، ولو كان عند الزهري فيه خبر ثابت لم يحتج إلى أن يستدل لما ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة" بأن الجمعة من الصلاة، إذ لو كان عنده في المسألة خبر ثابت لاستغنى به عن أن يستدل بغيره".
• وكما قلت في بداية هذا البحث، فإن الزهري لم ينفرد برواية هذا الحديث، وإن كان الزهري إمامًا حافظًا لا يضره تفرده:
فقد رواه محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها".
أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (٢١١)، وأحمد (٢/ ٢٦٥)، والسراج في مسنده (٩٤٩)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٢٢٢).
كلهم من طريق محمد بن سلمة الباهلي الحراني -وهو ثقة-، عن ابن إسحاق به.
وهذا إسناد جيد في المتابعات، وعراك بن مالك سمع أبا هريرة [البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٨٨)]، وحديثه عنه في الصحيحين.

الصفحة 118