كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وفي الباب:
ما رواه ابن عدي في كامله (٦/ ٧٠)، قال: حدثنا حاجب بن مالك: ثنا عباد بن الوليد الغبري: ثنا صالح بن زريق المعلم: ثنا محمد بن جابر، عن أبان، عن طارق، عن كثير بن شنظير، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك فضل الجماعة قبل أن يفترقوا، ومن أدرك الإمام قبل أن يسلم فقد أدرك فضل الجماعة".
قال: وكنا نتحدث أن من أدرك القوم قبل أن يفترقوا فقد أدرك فضل الجماعة.
قال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٧): "كثير بن شنظير: ليس بقوي".
وتعقبه ابن القطان الفاسي فقال في بيان الوهم (٣/ ٢٢٨/ ٩٥٦): "وكثير بن شنظير أبو قرة: ليس في حد من يترك به هذا الخبر لو لم يكن فيه سواه؛ فقد قال فيه ابن معين: "صالح الحديث"، وقد روى الناس عنه واحتملوه، وأخرج له مسلم، ومع ذلك ففي حديثه لين، قاله أبو زرعة، وهذا غير ضائر فإن الناس متفاوتون، وإنما الرجل قليل الحديث، وبحسب ذلك قال فيه من قال: ليس بالقوي ...
إلى أن قال: أما أبان بن طارق: فمجهول، لا يعرف إلا بحديثين أو ثلاثة ... ، ومحمد بن جابر الراوي عنه: إن لم يكن اليمامي، فهو مجهول أيضًا، وصالح بن رزين المعلم [كذا قال: رزين آخره نون، وبتقديم الراء، وكذا هو في ذيل الميزان (٤٣٩)، لكنه في التهذيب (٢/ ١٩٣)، والتقريب (٢٧٧): "رزيق" بتقديم الراء وآخره قاف، وفي الكامل بتقديم الزاي وآخره قاف]: لا يعرف أصلًا، فهذه حال هذا الخبر فاعلمه".
قلت: هو حديث منكر؛ وأبان بن طارق: مجهول، منكر الحديث [انظر: الجرح والتعديل (٢/ ٣٠١)، سؤالات البرذعي (٥٢٢)، ضعفاء العقيلي (٢/ ١٦١)، الكامل (١/ ٣٩٠)، التهذيب (١/ ٥٤)].
وقال ابن رجب في الفتح (٣/ ٢٥١): "وليس هذا بمحفوظ، وأبان بن طارق، ومحمد بن جابر: ضعيفان"، وأعله بما رواه ابن علية - وسيأتي - وقال: "وهذا الموقوف أصح".
• وله إسناد آخر غريب لكن من مسند أبي هريرة:
يرويه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (٢/ ٢٠٧)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٢٧٩).
من طريق: سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل: ثنا محمد بن شعيب بن شابور: ثنا عيسى بن ميمون، عن الحجاج بن فرافصة: أنه أخبره عن عطاء بن أبي رباح: أخبره عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك الناس في التشهد قبل أن يسلم الإمام فقد دخل في التضعيف، وإن سلم الإمام ولم يقوموا فقد دخل في التضعيف، وإن قاموا ولم يتفرقوا فقد دخل في التضعيف".

الصفحة 119