كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

فرواه حيوة بن شريح التجيبي المصري [وهو: ثقة ثبت فقيه زاهد]، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، قال: صلى بنا عقبة بن عامر المغرب فأخرها، ونحن بالقسطنطينية، ومعنا أبو أيوب الأنصاري، فقال له أبو أيوب: لم تؤخر هذه الصلاة، وأنت من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! يراك من لم يصحبه فيظن أنه وقتها، فقلنا: يا أبا أيوب كيف كنتم تصلونها؟ قال: كنا نصليها حين تجب الشمس، يبادرونها النجوم.
كذاك يا عقبة؟ قال: نعم.
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (٤٥١)، والطبراني في الكبير (٤/ ١٧٦/ ٤٠٥٧) و (١٧/ ٣١٢/ ٨٦٣).
هكذا رواه عن حيوة: عبد الله بن المبارك، مطولًا، ورواه أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد عن حيوة به مختصرًا.
وهذا وإن كان ظاهره الوقف، إلا أنه مرفوع لما اشتمل عليه السياق من قرينة دلت على أنه أراد بقوله: كنا نصليها، أي: مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والقرينة هي: قول أبي أيوب لعقبة: لم تؤخر هذه الصلاة وأنت من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! يراك من لم يصحبه فيظن أنه وقتها.
وحديث حيوة: هو الصواب، وحديث ابن إسحاق: شاذ سندًا ومتنًا.
ولم ينفرد حيوة عن يزيد بهذا الإسناد، فقد تابعه في إسناده، وخالفه في متنه:
عبد الله بن لهيعة [مصري، ضعيف، لكنه صالح في المتابعات]، وعبد الحميد بن جعفر [مدني، صدوق]:
روياه عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم". لفظ ابن لهيعة، وفي لفظ له: "صلوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس، بادروا بها طلوع النجم".
وفي لفظ آخر مطول: أن أسلم أبا عمران التجيبي قال: كنا مع عقبة بن عامر في البحر، فأخر صلاة المغرب، ومعنا نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منهم أبو أيوب الأنصاري، فقام أبو أيوب فانتصب فصلى، فلما فرغ قال: أما والله إن لها رُقبًا غير هذا، فلاذ به ناس يسألونه وأنا فيهم، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم".
وأما لفظ عبد الحميد فلم يذكره الطبراني وإنما أحاله على حديث ابن لهيعة باللفظ الثاني.
أخرجه أحمد (٥/ ٤١٥)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (٤٥١)، والروياني (٢٥٨)، والهيثم بن كليب الشاشي (٣/ ٧٢ - ٧٣/ ١١٢٩)، والطبراني في الكبير (٤/ ١٧٦/ ٤٠٥٨ و ٤٠٥٩)، والدارقطني (١/ ٢٦٠)، وابن الجوزي في التحقيق (٣٦٢).

الصفحة 149