كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وحيوة بن شريح أثبت من رواه عن يزيد بن أبي حبيب وأعلم بحديثه من هؤلاء جميعًا، فالقول قوله.
وقد سئل أبو زرعة عن حديث ابن إسحاق، وحديث حيوة وابن لهيعة، فقال: "حديث حيوة أصح" [علل الحديث (١/ ١٧٧/ ٥٥٦)].
وحديث حيوة: إسناده إسناد مصري صحيح، وهو حديث صحيح.
وعليه فلا يصح هذا اللفظ من حديث أبي أيوب: "لا تزال أمتي بخير - أو: على الفطرة - ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشبك النجوم".
وأسلم بن يزيد أبو عمران التجيبي المصري، هو الرجل المبهم في حديث ابن أبي ذئب.
فإن ابن أبي ذئب قد روى هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب، إلا أنه لم يحفظه، فأبهم أبا عمران، واضطرب في المتن، فمرة يجعله من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومرة يجعله من فعله - صلى الله عليه وسلم -.
١ - فقد روى حماد بن خالد الخياط [البصري، نزيل بغداد، أصله مدني، ثقة]، وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو القيسي [ثقة]، وابن أبي فديك [مدني صدوق]:
ثلاثتهم، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا المغرب لفطر الصائم، وبادروا طلوع النجوم".
أخرجه أحمد (٤/ ٤٢١)، وعلقه الدارقطني في العلل (٦/ ١٢٥).
ب - ورواه أبو داود الطيالسي [ثقة حافظ]، وشبابة بن سوار [ثقة حافظ]:
كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني رجل سمع أبا أيوب يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي المغرب فطر الصائم، مبادرة طلوع النجم.
أخرجه الطيالسي (١/ ٤٩٣/ ٦٠١)، وعلقه الدارقطني في العلل (٦/ ١٢٥).
ج - ووهم معاوية بن هشام [القصار، كوفي، صدوق، له أوهام]، فرواه عن ابن أبي ذئب، عن أبي حبيبة أنه بلغه، عن أبي أيوب الأنصاري: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صلوا المغرب حين يفطر الصائم، مبادرة طلوع النجوم".
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٩٠/ ٣٣٣٢).
كذا قال معاوية بن هشام: "عن أبي حبيبة"، وإنما هو يزيد بن أبي حبيب.
وكما تقدم، فإن المحفوظ في هذا الحديث: ما رواه حيوة بن شريح بن صفوان التجيبي المصري [الثقة الثبت]، فإن أهل بلد الرجل أعلم بحديثه من غيرهم، ويزيد بن أبي حبيب: مصري، وابن إسحاق، وابن أبي ذئب، وعبد الحميد بن جعفر: كلهم مدنيون، وابن لهيعة وإن كان مصريًّا إلا أنه ضعيف، وحيوة بن شريح: أحفظ القوم وأثبتهم، وهو فقيه أيضًا، وقد تابعه على الإسناد: ابن لهيعة، وعبد الحميد بن جعفر، والله أعلم.
وانظر: علل الدارقطني (٦/ ١٢٤/ ١٠٢٤).

الصفحة 150