كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وقال ابن عدي بعدما ساق مناكير كثيرة لعمر بن إبراهيم، عن قتادة: "ولعمر بن ابراهيم غير ما ذكرت من الأحاديث، وحديثه عن قتادة خاصة مضطرب، وهو مع ضعفه يكتب حديثه"، وكان قد قال في أول ترجمته: "بصري، يروي عن قتادة أشياء لا يوافق عليها".
وقال ابن حبان في المجروحين (٢/ ٨٩): "كان ممن ينفرد عن قتادة بما لا يشبه حديثه، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات: فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك باسًا".
وانظر بعض مناكيره عن قتادة: الكامل لابن عدي (٥/ ٤٢)، ضعفاء العقيلي (٣/ ١٤٦)، علل ابن أبي حاتم (١/ ٢٧٥/ ٨١٤)، جامع الترمذي (٣٠٧٧).
[وانظر ترجمته أيضًا في: التاريخ الكبير (٦/ ١٤١)، الجرح والتعديل (٦/ ٩٨)، تاريخ الدارمي (٤١)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٠٨/ ٤٤٣٣)، علل الترمذي الكبير (٣٣١)، سؤالات أبي داود (٥٠٨)، كنى مسلم (٦٢٦)، الثقات (٨/ ٤٤٦)، سؤالات البرقاني (٣٤٩)، تاريخ الإسلام (٩/ ٥٣٤)، التهذيب (٣/ ٢١٤)، الميزان (٣/ ١٧٨)، وغيرها].
وقال الترمذي (١٤٦): "وحديث العباس: قد روي موقوفًا عنه، وهو أصح".
وبذا تعلم خطأ النووي في المجموع حين قال (٣/ ٣٨): "رواه ابن ماجه بإسناد جيد".
٢ - السائب بن يزيد:
يرويه ابن وهب قال: حدثنا عبد الله بن أسود القرشي: أن يزيد بن خصيفة حدثه: عن السائب بن يزيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجوم".
أخرجه أحمد (٣/ ٤٤٩)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (٣/ ٤٤٩)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٥٤/ ٦٦٧١)، والبيهقي (١/ ٤٤٨)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ١٤).
قال الخطيب بعدما أخرجه من طريق أحمد وابنه:
"هذا حديث غريب من حديث يزيد بن خصيفة المدني، لا أعلم رواه عنه غير عبد الله بن الأسود، ولا عن عبد الله إلا ابن وهب".
قلت: يزيد بن عبد الله بن خصيفة: مدني ثقة، سمع السائب بن يزيد [التقريب (٦٧٥)، التهذيب (٤/ ٤١٩)، التاريخ الكبير (٨/ ٣٤٥)]، وروايته عنه في الصحيحين.
ويزيد: قد روى عنه ثقات أهل المدينة وغيرهم، ففي تفرد مثل هذا عنه غرابة.
فعبد الله بن الأسود القرشي هذا: شيخ مصري، لم يرو عنه سوى ابن وهب، فهو عداد المجاهيل، ومع هذا فقد قال عنه الدارقطني: "مصري لا بأس به"، والعمدة ما قال أبو حاتم: "شيخ، لا أعلم روى عنه غير عبد الله بن وهب" [الجرح والتعديل (٥/ ٢)،

الصفحة 154