كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

فقد أخطأ، ولم يرو عنه إلا قيس بن أبي حازم، وليس هو الذي يروي عنه الحارث بن وهب" [وانظر: إكمال مغلطاي (٦/ ٣٩٩)].
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ٣): "وقد قال فيه الصلت بن بهرام: عن الحارث بن وهب، عن أبي عبد الرحمن الصنابحي، فهذا صحف أيضًا، فجعل اسمه كنيته"، يعني: أبا عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي التابعي.
ومحصل هذه النقول: أن الصنابحي الذي يروي عنه الحارث بن وهب: إنما هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وهو تابعي كبير، هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليمن، فلما قدم الجحفة أتاه الخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفن قبل خمس ليال، وصلى خلف أبي بكر الصديق، وسمعه وروى عنه، وعن معاذ، وعبادة بن الصامت، وبلال، ومعاوية، وأرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، روى عنه جماعة منهم: عطاء بن يسار، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، وقيس بن الحارث، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وعبد الله بن محيريز، ويونس بن ميسرة بن حلبس؛ وأثنى عليه عبادة بن الصامت.
وقد قيل بأن الصنابحي: ثلاثة، قال أبو حاتم: "الصنابحي؛ هم ثلاثة:
الذي يروي عنه عطاء بن يسار، فهو: عبد الله الصنابحي: لم تصح صحبته.
والذي روى عنه أبو الخير، فهو: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، يروي عن أبي بكر الصديق، وعن بلال، ويقول: قدمت المدينة وقد قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - قبلي بخمس ليال، ليست له صحبة.
والصنابح بن الأعسر: له صحبة، روى عنه قيس بن أبي حازم، ومن قال في هذا: الصنابحي، فقد وهم" [المراسيل (٤٣٩)].
قلت: هما اثنان فقط: الصنابح بن الأعسر الصحابي، وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي التابعي، ومن قال: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي: فقد وهم، وإنما هو أبو عبد الله الصنابحي، قلب كنيته فجعلها اسمه، أو يكون الوهم فيه من زيد بن أسلم، حدث به مرة هكذا، ومرة هكذا.
قال البخاري في التاريخ الأوسط (١/ ٢٩٦ - ٣٠٠/ ٦١٨ - ٦٢٥): "وأبو عبد الله: أصح، والصنابح الذي له صحبة هو: ابن الأعسر الأحمسي البجلي، نزل الكوفة"، ثم ذكر بأن له حديثين فقط: الأول: حديث "أنا فرطكم على الحوض"، قال البخاري: "ليس له حديث صحيح إلا هذا، وحديث في الصدقة، رواه مجالد عن قيس، وقال إسماعيل عن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: مرسل، ولم يصح حديث الصدقة"، وقال نحو هذا في علل الترمذي الكبير (١)، ووهم من قال: "عبد الله الصنابحي".
وانظر: التاريخ الكبير (٣/ ٢٥٨) و (٤/ ٣٢٧) و (٥/ ٣٢١)، علل الترمذي الكبير (١٧٢).
وممن قال بهذا أيضًا [أعني أن الصنابحي اثنان: الصنابح بن الأعسر الأحمسي

الصفحة 156