كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وهذا إسناد مدني حسن؛ لأجل ابن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، وموسى بن يسار هو عم ابن إسحاق.
١٥ - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، قال: نا عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أبردوا بصلاة الظهر؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم".
وفي رواية: "إن شدة الحر من فيح جهنم، فأبردوا عن الصلاة في شدة الحر".
أخرجه البزار (١٥/ ١٦/ ٨١٩٠)، والسراج في مسنده (٩٩٤)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (١١١٤)، والخطيب في تاريخ بغداد (٧/ ٥٢).
وهذا إسناد صحيح غريب.
حفص بن عاصم هو: ابن عمر بن الخطاب، وخبيب بن عبد الرحمن هو: خال عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري، ورجال الإسناد جميعًا: ثقات مشهورون، من رجال التهذيب، بل هو إسناد على شرط الشيخين [البخاري (٥٨١٩)، مسلم (١٥١١)، وانظر: تحفة الأشراف (٩/ ٣٢١ - ٣٢٤/ ١٢٢٦٣ - ١٢٢٦٩)].
قال البزار: "وهذا الحديث لا نحفظه من حديث عبيد الله عن خبيب: إلا عن عبد الوهاب".
قلت: وهو كما قال، تفرد به الثقفي، ثم اشتهر بعد ذلك، فرواه عن عبد الوهاب الثقفي: محمَّد بن المثنى [أبو موسى البصري: ثقة ثبت] , ومحمد بن عمرو بن العباس الباهلي أبو بكر [وثقه عبد الرحمن بن يوسف، وذكره ابن حبان في الثقات. تاريخ بغداد (٣/ ١٢٧)، الثقات (٩/ ١٠٧)، فتح الباب (٧٢٣)، تاريخ الإِسلام (١٨/ ٤٦١)] , وحفص بن عمرو الربالي [ثقة مأمون].
ولا يضره تفرد الثقفي به، وله فيه إسناد آخر يأتي في الشواهد، من حديث ابن عمر، وهو ثقة واسع الرواية, يحتمل من مثله التعدد، وأما ما رمي به من الاختلاط والتغير، فكفانا فيه الذهبي حيث قال في الميزان (٢/ ٦٨١): "لكنه ما ضرَّ تغيرُه حديثَه؛ فإنه ما حدَّث بحديث في زمن التغيُّر"، قال ذلك لأن أبا داود قال: "جرير بن حازم وعبد الوهاب الثقفي: تغيرا فحجب الناس عنهما" [انظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٧٤٩)، التهذيب (٢/ ٦٣٨)، الكواكب النيرات (٣٨)].
١٦ - أبو بكر بن عياش، عن عاصم [وهو: ابن بهدلة] , عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبردوا بالظهر [وفي رواية: بالصلاة]؛ فإن حرها من فيح جهنم".
أخرجه أحمد (٢/ ٣٧٧ و ٤٠٠)، والبزار (١٦/ ١٢/ ٩٠٣٣)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٠٤٢)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (١٥٦١)، والطبراني في الصغير (١/ ٢٣٦/ ٣٨٤)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٠/ ٣٤٩).

الصفحة 16