كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وأخيرًا: فإن حديث الصنابحي هذا: لا يصح، وهو معلول بعلتين:
الأولى: الإرسال، فإن راويه عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: تابعي، وهو أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي.
الثانية: جهالة الحارث بن وهب، فإنَّه لم يرو عنه سوى الصلت بن بهرام؛ ولم أقف فيه على توثيق معتبر، مع قلة روايته جدًّا [انظر: الإكمال للحسيني (١٢٥)، التعجيل (١٦٤)، وكلام الحافظ هناك متعقب، وقد تقدم بيان الحق فيه، والله أعلم].
وقد روى عبد الرَّزاق في مصنفه (٣/ ٥١٥/ ٦٥٣٠)، عن الثوري وغيره، عن الصلت بن بهرام، عن الحارث بن وهب، قال: قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال أمتي على مسكة من دينها ما لم يكلوا النَّاس الجنائز إلى أهلها".
وأخرجه من طريقه: الطّبرانيّ في الكبير (٣/ ٢٣٧/ ٣٢٦٣).
فإن كان حديث الثوري هو المحفوظ، فقد زاد الحديث ضعفًا؛ بإعضاله، وجهالة الحارث، وإلا فهو حديث مضطرب اضطرب فيه الصلت بن بهرام:
رواه عنه: ابن نمير، ووكيع، وأبو معاوية: بذكر الصنابحي فيه.
ورواه عنه: الثوري ومندل بن علي: بإسقاط الصنابحي، والله أعلم.
٤ - علي بن أبي طالب:
روى ابن الأعرابي في معجمه (٢/ ٥٢٩/ ١٠٢٨)، قال: نا إبراهيم: نا أبو حفص عمر بن أبي الرطيل: نا ابن أبجر، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن سعيد، عن أبي داود، عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تزال هذه الأمة بخير ما صلوا صلاة المغرب قبل اشتباك النجوم، وإن من ورائهم فتنة يصبح الرجل فيها مؤمنًا، ثم يمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا وبصبح كافرًا".
شيخ ابن الأعرابي: إبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق الصواف الأطروش: قال الدارقطني: "ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وله أقوال في الرجال [سؤالات الحاكم (٥٠)، الثقات (٨/ ٨٥)].
وأبو حفص عمر بن أبي الرطيل؛ هو: عمر بن عبد الله بن سليمان بن أبي الرطيل: ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٤٦)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ١٠٩)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وروى عنه جماعة.
وابن أبجر: هو عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حيان: هو وأبوه: ثقتان [التقريب (٣٧٠ و ٣٩٤)].
وعبد الرحمن بن سعيد، هو: ابن وهب الهمداني الخيواني: ثقة، من الرابعة [التقريب (٣٦٣)].
وأمَّا أبو داود الراوي عن علي، فالذي يظهر لي أنَّه الأعمى، الهمداني الكوفيّ، نفيع بن الحارث؛ الذي يدعي السماع من الصّحابة كذبًا، روى عنه جماعة من الكبار

الصفحة 160