كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

والصغار، أكبرهم: أبو إسحاق السبيعي [من الثَّالثة]، وإسماعيل بن أبي خالد [من الرابعة]، قال ابن عبد البر: "اتفق أهل العلم بالحديث على نكارة حديثه وضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرِّواية عنه، وليس عندهم بشيء" [الاستغناء (١/ ٦٠٤/ ٦٧٠)، وانظر: التهذيب (٤/ ٢٣٩)، التقريب (٦٣٢)، وقال: "متروك، وقد كذَّبه ابن معين"]، ومما يرجح كونه الأعمى: أنَّه كان غاليًا في الرفض، فإن كان هو؛ فإنَّه حديث باطل، والله أعلم.
٥ - أنس:
يرويه ابن عدي في الكامل (٣/ ١٠١ - ١٠٢)، قال: ثنا محمَّد بن إبراهيم الديبُلي: ثنا عبد الحميد بن صبيح: ثنا درست بن زياد: ثنا يزيد الرقاشي، عن أنس ... فذكر أحاديث منها: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتَّى تظهر النجوم".
وهذا حديث منكر؛ لتفرد يزيد الرقاشي به عن أنس، وعنه درست بن زياد، وهما: ضعيفان، وأمَّا عبد الحميد بن صبيح، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبُلي فإنهما: لا بأس بهما [انظر: تاريخ الإسلام (١٨/ ٣٢٣) و (٢٤/ ١١٣)، السير (١٥/ ٩)].
٦ - أبو هريرة:
يرويه أبو عبيد الله إسحاق بن إبراهيم بن محمَّد بن عرعرة: نا إسحاق بن أبي إسرائيل: نا الوليد، عن الأوزاعي، عن قرة، عن الزُّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لن تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا صلاة المغرب حتَّى تشتبك النجوم".
أخرجه تمام في فوائده (١١٨٦)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخه (٢٢/ ١٥٦). بإسناد صحيح إلى ابن عرعرة.
قال أبو عبيد الله: "لا نعلم أحدًا تابعه عليه".
قلت: إن أراد إسحاق بن أبي إسرائيل بن كامجرا؛ فهو ثقة حافظ وله أفراد، فهذا من أفراده [انظر: تاريخ بغداد (٦/ ٣٥٦)، تذكرة الحفَّاظ (٢/ ٤٨٤)، التهذيب (١/ ١١٥)].
وعليه: فهو غريب من حديث الوليد بن مسلم، ومنكر من حديث الزُّهريّ، لتفرد قرة بن عبد الرحمن بن حيويل به عن الزُّهريّ، وقرة: ليس بقوي، وفي حديثه نكارة [انظر: التهذيب (٣/ ٤٣٨)، الميزان (٣/ ٣٨٨)].
٧ - سهل بن سعد:
يرويه إسماعيل بن عمرو البجلي [منكر الحديث عن الثوري، حدث عنه بأحاديث لا يتابع عليها. اللسان (٢/ ١٥٥)]، قال: ثنا سفيان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار، ولم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم".

الصفحة 161