كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

٨ - الصلصال بن الدلهمس:
يرويه محمَّد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس، قال: حدثني أبي ضوء بن صلصال، عن صلصال بن الدلهمس، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تزال أمتي في فسحة من دينها ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم، ولم يؤخروا صلاة الفجر إلى امحاق النجوم، ولم يكلوا الجنائز إلى أهلها".
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٣٧٤).
وقال: "هذا الحديث يحفظ بغير هذا الإسناد، ومحمد بن الضوء: ليس بمحل أن يؤخذ عنه العلم؛ لأنَّه كان كذابًا، وكان أحد المتهتكين المشتهرين بشرب الخمور والمجاهرة بالفجور".
ونقل الجوزقاني كلام الخطيب هذا في الأباطيل والمناكير (٢/ ٣٨٧) على حديث آخر لهذا الكذاب، ولم ينسبه للخطيب، وانظر: المجروحين (٢/ ٣١٠)، اللسان (٧/ ٢٠٩).
٩ - أبو تميمة:
قال ابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ١٦١٦): "أبو تميمة: ذكره العقيلي في كتابه في الصّحابة، قال: حدّثنا أبو يَحْيَى بن أبي مسرة، قال: حدّثنا خلاد: حدّثنا غالب بن عبيد الله الجزري، عن أبي عبيد الله، قال: سمعت أبا تميمة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يتخذوا الأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، والخلافة ملكًا، والزيارة فاحشة، ويؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم" ... ، قال ابن عبد البر: وهذا الحديث لا يصح إسناده، ولا يعرف في الصّحابة أبو تميمة".
قلت: هو حديث باطل؛ وغالب بن عبيد الله الجزري: متروك، منكر الحديث [اللسان (٦/ ٢٩٧)، [وانظر: الإصابة (٧/ ٥٢)، جامع التحصيل (٩٣٨)، تحفة التحصيل (٣٥٩)].
١٠ - عمرو بن حزم:
يرويه عبد الملك بن محمَّد بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم أبو طاهر الأنصاري المدني [قال الخطيب: "وكان ثقة"، وقال ابن سعد: "وكان قليل الحديث"، الطبقات الكبرى (٧/ ٣٢٣)، تاريخ بغداد (١٠/ ٤٠٨)، التهذيب (٢/ ٦٠٩)]، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن حزم: أن هذا عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أرسله إلى اليمن ... ، فذكر كتاب عمرو بن حزم مطولًا، وأتى فيه بزيادات منها ذكر المواقيت، وفيها: "والمغرب حين يقبل الليل، ولا يؤخر المغرب حتَّى تبدو النجوم في السماء".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٥/ ٤٧٩ - ٤٨٠)، بإسناد صحيح إلى عتيق بن يعقوب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمَّد الحزمي به.
قلت: عبد الملك هذا هو ابن محمَّد بن أبي بكر، وهو الذي يروي عنه عتيق بن يعقوب [انظر: تهذيب الكمال (١٨/ ٢٩٢)، المستدرك (٣/ ٢٤٥)].

الصفحة 163