كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وعتيق بن يعقوب هو: ابن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزُّبير بن العوام أبو يعقوب الزبيري المدني: وهو صدوق، وله أوهام [انظر: سؤالات البرقاني (٣٩٥)، تاريخ الإسلام (١٦/ ٢٧٦)، اللسان (٥/ ٣٧٢)].
وقد تابعه على هذه الزيادة في المتن، وخالفه في الإسناد:
ابن إسحاق، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم قال: هذا كتاب رسول الله عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم ... ، فذكره مطولًا، وفيه: "والمغرب حين يقبل الليل، ولا تؤخر حتَّى تبدو النجوم في السماء".
أخرجه ابن جرير الطبري في التَّاريخ (٢/ ١٩٥ - ١٩٦)، ولم يذكر: "عن أبيه" في الإسناد. والبيهقيّ في الدلائل (٥/ ٤١٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٥/ ٤٧٨).
وهذا حديث شاذ، مع كونه مرسلًا.
فإن الزُّهريّ قد رواه عن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم مرسلًا، بدون هذه الزيادات.
أخرجه النَّسائيّ (٨/ ٥٩/ ٤٨٥٥ و ٤٨٥٦)، وأبو داود في المراسيل (٩٤ و ٢٥٧)، وابن نصر في السنة (٢٣٥)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ١٢٧)، والبيهقيّ (٨/ ٨٠ و ٨٥).
ورواه عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم مرسلًا أيضًا بدون هذه الزيادات: مالك بن أنس، ومعمر بن راشد، وابن جريج.
وانظر تخريج حديث عمرو بن حزم في مسائل الفقه (٣/ ١٥٥ - ١٧٧).
• والحاصل: أن حديث: "لا تزال أمتي بخير -أو: على الفطرة- ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم" لا يصح من وجه، وهو حديث ضعيف، وهذه الطرق لا يقوي بعضها بعضًا فإن أكثرها مناكير وشواذ وغرائب؛ لا تصلح في باب المتابعات والشواهد، والله أعلم.
ولو صح هذا الحديث لكان حجة على أن للمغرب وقت كراهة أو ضرورة، يبدأ من اشتباك النجوم في السماء؛ أي إذا ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها [النهاية (٢/ ٤٤١)، العين (٥/ ٢٩٩)، تهذيب اللُّغة (١٠/ ٢٥)، لسان العرب (١٠/ ٤٤٧)].
انظر: صحيح ابن خزيمة (١/ ١٧٥).
• والصحيح: أن وقت المغرب ممدود من غروب الشَّمس، وسقوط قرصها، وغياب حاجبها الأعلى، إلى مغيب الشفق ودخول وقت العشاء؛ لحديث ابن عمرو: "ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق"، وغيره من أحاديث سؤال السائل الدّالة على أن للمغرب وقتين.
وقد تقدم تفصيل هذه المسألة وبيانها فيما تقدم تحت الحديث رقم (٣٩٦).
• ومما ورد أيضًا من أحاديث تدل على استحباب تعجيل المغرب في أول وقتها:
١ - حديث جابر: سئل عن وقت صلاة النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان يصلِّي الظهر بالهاجرة،

الصفحة 164