كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

ثم إن حبيب بن سالم هو مولى النُّعمان بن بشير، وكاتبه، فكيف لم يسمع منه، وهو مخالط له، وانظر مصادر ترجمته المتقدمة.
بل قد صرح الأئمة بالسماع والاتصال:
قال ابن أبي حاتم لأبيه: "حبيب عن النُّعمان: متصل؟ قال: نعم" [العلل (١/ ٤٤٧/ ١٣٤٦)].
وقال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه (٤/ ٢٧١): "حبيب بن سالم سمعه من النُّعمان، وكان كاتبه"، قال عقيب حديث القراءة في العيدين والجمعة.
• والحاصل: أن هذا الحديث: حديثٌ صحيحٌ.
قال أبو علي الطُّوسي في مستخرجه على التِّرمذيِّ: "هذا حديث حسن".
وقال ابن العربي في العارضة: "حديث النُّعمان: حديثٌ صحيحٌ ... ".
وقال النووي في المجموع (٣/ ٥٩): "رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وهذا نص في تقديمها"، يعني: العشاء.
• تنبيه: قال ابن حبان في صحيحه (٤/ ٣٩٢/ ١٥٢٦): أخبرنا أبو خليفة، قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن محمَّد بن المنتشر، عن حبيب بن سالم، عن النُّعمان بن بشير، قال: أنا أعلم النَّاس بوقت هذه الصَّلاة -يعني: العشاء-، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصليها لسقوط القمر لثالثةٍ.
قلت: هذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه دخل له فيه حديث في حديث:
فهذا المتن: يرويه أبو عوانة، عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن بشير بن ثابت، عن حبيب بن سالم، عن النُّعمان به.
رواه عن أبي عوانة به هكذا: مسدد بن مسرهد، وعفان بن مسلم، وأبو النُّعمان محمَّد بن الفضل السدوسي، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وعبد الأعلى بن حماد الباهلي، وسريج بن النُّعمان، وعلي بن الحسن بن شقيق، ويحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني [وهم تسعة من الثقات].
وقال يَحْيَى بن حماد -وهو ختن أبي عوانة-: "أملاه علينا من كتابه: عن بشير بن ثابت" [الدارمي].
• وأمَّا إسناد ابن المنتشر فيروي به أبو عوانة حديثًا آخر:
فقد روى عفَّان بن مسلم، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وأبو داود الطَّيالسيّ: [أربعتهم وهم ثقات، وتابعهم بعض الضعفاء]:
رووه عن أبي عوانة، عن إبراهيم بن محمَّد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النُّعمان بن بشير، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)}.
أخرجه مسلم (٨٧٨/ ٦٢)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٤٦٣/ ١٩٧٣)، وأبو داود

الصفحة 171