كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

١١٢٢ - ، والترمذي في الجامع (٥٣٣)، وفي العلل (١٥٢)، والنَّسائيُّ في المجتبى (٣/ ١٨٤/ ١٥٦٨)، وفي الكبرى (٢/ ٢٨٨/ ١٧٥٠) و (١٠/ ٣٣٢/ ١١٦٠١)، وابن حبان (٧/ ٦١/ ٢٨٢١)، وأحمد (٤/ ٢٧٣)، والطيالسي (٢/ ١٤٣/ ٨٣٢)، والبزار (٨/ ١٩٣/ ٣٢٢٩)، والبيهقيّ (٣/ ٢٩٤)، والبغوي في شرح السنة (٤/ ٢٧٢/ ١٠٩٠)، وفي التفسير (٤/ ٣٤٦).
ولا أظن الوهم فيه على أبي عوانة [فيما رواه ابن حبان] من أبي الوليد الطَّيالسيّ هشام بن عبد الملك؛ فإنَّه ثقة ثبت، ولكن عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، فإنَّه وإن كان ثقة؛ إلَّا أنَّه تكلم فيه، وأخطأ في أحاديث، وقال أبو يعلى الخليلي: "احترقت كتبه"، فلعله حدث به بعد احتراق كتبه، أو قبلها ودخل له حديث في حديث، فركب متن الحديث الأوَّل على إسناد الحديث الثَّاني، والله أعلم [انظر: الإرشاد (٢/ ٥٢٦)، سؤالات حمزة السهمي (٢٤٧)، الثقات (٩/ ٨)، السير (١٤/ ٧)، التذكرة (٢/ ٦٧٠)، الميزان (٣/ ٣٥٠)، اللسان (٦/ ٣٣٧)].
• وأمَّا معنى الحديث:
فمنهم من رآه دليلًا على تعجيل العشاء وتقديمها في أول وقتها.
ومنهم من رآه دليلًا على تأخير العشاء، واحتج في ذلك بما روي عن النُّعمان بن بشير، نفسه: أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يؤخر العشاء الآخرة، وحمل إحدى الروايتين على الأخرى. لكن هذه الرِّواية لا تصح من مسند النُّعمان، وإنَّما هي من مسند جابر بن سمرة:
فقد روى الطحاوي في المشكل (١/ ٥٦٢/ ٥٦١ - تحفة)، قال: حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا يوسف بن عدي، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن النُّعمان بن بشير، قال: كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يؤخر العشاء الآخرة.
وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات؛ إلَّا أن جعله من مسند النُّعمان: وهمٌ وخطأ، لا أدري ممن هو، إلَّا أن يكون من يوسف بن عدي راويه عن أبي الأحوص، فإنَّه كوفي انتقل إلى مصر، وسكنها حتَّى مات بها.
والحديث قد رواه جماعة من الثقات الحفاظ من أصحاب أبي الأحوص الكوفيين وغيرهم؛ فجعلوه من مسند جابر بن سمرة، وهو الصَّحيح:
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، ومسدد بن مسرهد، ويحيى بن يَحْيَى النيسابوري، وداود بن عمرو الضبي، وهناد بن السري، وعبد الله بن الجراح التميمي:
سبعتهم، عن أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤخر العشاء الآخرة.
أخرجه مسلم (٦٤٣/ ٢٢٦)، وأبو عوانة (١/ ٣٠٥/ ١٠٧٨)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢٣٨/ ١٤٢٧)، والنَّسائيُّ (١/ ٢٦٦/ ٥٣٣)، وابن حبان (٤/ ٣٩٤ و ٤٠١/ ١٥٢٧ و ١٥٣٤)، وأحمد (٥/ ٨٩)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (٥/ ٨٩ و ٩٣ و ٩٥)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٩٠/ ٣٣٣٣)، وأبو العباس السَّرَّاج في مسنده (٦٠٤ و ١١٥٠)، وفي حديثه

الصفحة 172