كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

الأوسط (٢/ ٣٤١)، صحيح ابن خزيمة (١/ ١٨٣)، سنن البيهقي الصغرى (١/ ١٩٨)، معالم السنن (١/ ١٠٨)، المجموع (٣/ ٤٤)، المغني (١/ ٢٣١)، التنقيح (١/ ٢٥٥)، وغيرها].
• وقد رويت أحاديث مرفوعة في كون الشفق الحمرة أو البياض، ولا يصح منها شيء، ومما لم يذكر فيما تقدم [انظر: الحديث رقم (٣٩٤ و ٣٩٦)]:
حديث ابن عمر:
يرويه علي بن عبد الصَّمد الطَّيالسيّ: نا هارون بن سفيان: ثنا عتيق بن يعقوب: ثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشفق الحمرة، فإذا غاب الشفق وجبت الصَّلاة".
أخرجه الدارقطني (١/ ٢٦٩)، والبيهقي (١/ ٣٧٣)، وابن عساكر في غرائب مالك [ذكره ابن حجر في التلخيص (١/ ١٧٦)]. وابن الجوزي في التحقيق (٣١٢).
قال الدارقطني بعد ما أخرجه في "غرائب مالك" [وهو في الموضعين غير موصول]: "هذا حديث غريب، وكل رواته ثقات، والله -عَزَّ وَجَلَّ- أعلم" [الإمام (٤/ ٦٢)، وقال: "هكذا ذكره الدارقطني غير موصول الإسناد منه إلى الرملي"، البدر المنير (٣/ ١٨٨)، نصب الراية (١/ ٢٣٣)].
قلت: عتيق بن يعقوب؛ نعم وثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات؛ إلَّا أن له أوهام وغرائب يتفرد بها عن مالك، ولا يتابع علها [انظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٤٣٩)، سؤالات البرقاني (٣٩٥)، ثقات ابن حبان (٨/ ٥٢٥ و ٥٢٧)، الجرح والتعديل (٧/ ٤٦)، التَّاريخ الكبير (٧/ ٩٨)، فتح الباب (٩٦٤)، تاريخ الإسلام (١٦/ ٢٧٦)، اللسان (٥/ ٣٧٢)]، فلا يحتمل تفرده عن مالك بمثل هذا، وإنَّما الذي في الموطأ: "وقال مالك: الشفق الحمرة التي في المغرب، فإذا ذهبت الحمرة فقد وجبت صلاة العشاء، وخرجت من وقت المغرب"، كذا هو من قول مالك، كما في موطأ يَحْيَى بن يَحْيَى (١/ ٤٥)، وموطأ أبي مصعب الزُّهريّ (٢٧)، وموطأ سويد بن سعيد الحدثاني (١٣).
فهو حديث منكر.
فإن قيل: لم ينفرد به عتيق هذا، وإنَّما تابعه عليه عن مالك به مرفوعًا مختصرًا بلفظ: "الشفق الحمرة": أحمد بن إسماعيل بن محمَّد السهمي أبو حذافة.
أخرجه ابن عساكر في "غرائب مالك" [الإمام (٤/ ٦٣)، البدر المنير (٣/ ١٨٨)، نصب الراية (١/ ٢٣٣)].
فيقال: متابعة واهية، فإن أبا حذافة السهمي هذا: حدث عن مالك وعن غيره بالبواطيل، وهو: متروك، ولا يُدفع سماعه من مالك، إلَّا أنَّه كانت فيه غفلة، وليس ممن يتعمد الكذب [التهذيب (١/ ١٦)، وانظر: الكامل (١/ ١٧٥)، وغيره].
قال ابن عساكر: "تفرد به علي بن جندل الورَّاق، عن أبي عبد الله المحاملي، عن أبي حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، وقد رواه عتيق بن يعقوب، عن مالك، وزاد فيه

الصفحة 175