كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

زيادة، وكلاهما: غريب، وحديث عتيق أمثل إسنادًا" [الإمام (٤/ ٦٣)، البدر (٣/ ١٨٩)، النصب (١/ ٢٣٣)].
قلت: إنما يعرف هذا موقوفًا من قول ابن عمر:
يرويه عبيد الله بن عمر العمري [ثقة ثبت]، وأخوه عبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]، وعبد الله بن نافع [ضعيف]:
ثلاثتهم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: "الشفق: الحمرة".
أخرجه عبد الرَّزاق (١/ ٥٥٩/ ٢١٢٢)، وابن أبي شبية (١/ ٢٩٣/ ٣٣٦٢)، وعبد الله بن أحمد في مسائل أبيه (١٨٧)، وعباس الدوري في تاريخ ابن معين (٤/ ٧٣/ ٣٢٠٦)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (١/ ٢٦)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٣٩/ ٩٦٤)، وأبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزُّهريّ في حديثه (٦٥٢)، والدارقطني (١/ ٢٦٩)، والبيهقيّ في السنن (١/ ٣٧٣)، وفي المعرفة (١/ ٤٠٩/ ٥٣٤).
قال البيهقي: "والصحيح: موقوف".
وقال ابن مفلح في المبدع (١/ ٣٤٤): "والصحيح: وقفه".
وأخيرًا: قال البيهقي في المعرفة: "ولا يصح فيه عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شيء".
• وكنت حررت هذا الكلام قديمًا ثم تبيّن لي بعدُ أن الحمرة تستحيل لونًا آخر وتخف شيئًا فشيئًا حتَّى تستحيل بياضًا مستطيلًا في الأفق، وهو بقية الحمرة وله حكمها، وهذا بخلاف البياض المستطير القائم في السماء، والذي يبقى إلى ثلث الليل؛ لذا أقول:
قال النووي في المجموع (٣/ ٤١): "وقال إمام الحرمين والغزالي في البسيط: يدخل وقت العشاء بزوال الحمرة والصفرة، وقد يستدل لهما بما نقله صاحب جمع الجوامع عن نص الشَّافعي أنَّه قال: الشفق الحمرة التي في المغرب، فإذا ذهبت الحمرة ولم يُرَ منها شيء فقد دخل وقتها، ومن افتتحها وقد بقي من الحمرة شيء أعادها، فهذا لفظه، وهو محتمل لما قاله إمام الحرمين؛ لأنَّ الحمرة ترِقُّ وتستحيل لونًا آخر، بحيث يُعد بقيةَ للون الحمرة، وفي حكم جزء منها".
قلت: وبهذا القول يمكن التأليف بين الثابت عن جمهور العلماء وأهل اللُّغة بأن الشفق الحمرة، وبين كون الحمرة لا تبقى بعد غروب الشّمس في جزيرة العرب إلَّا قرابة نصف ساعة، وهو وقت قصير، ويكاد يقترب من حديث زيد بن ثابت في القراءة في المغرب بالأعراف [وهو حديثٌ صحيحٌ أخرجه البُخاريّ، وسيأتي تخريجه برقم (٨١٢)]، إذا قرئت بالحدر السريع، مع كون هذا خلاف سنته - صلى الله عليه وسلم - المنقولة في القراءة، كما في حديث أم سلمة: فنعتت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفسرة حرفًا حرفًا، وهو حديث حسن، يأتي تخريجه تحت الحديث رقم (٧٨٨)، وله شاهد في معناه من حديث قتادة، قال: سئل أنس بن مالك: كيف كانت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كانت مدًّا، وفي رواية عن قتادة، قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كان يمد [صوته بالقرآن] مدًّا، وهو

الصفحة 176