كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

فيقال: بأن لعاصم بن حميد السكوني أحاديث يرويها عن عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وعوف بن مالك، وعائشة: قد اعتبرها الأئمة، ووثقوه بناء على ذلك:
فقد ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٢٣٥)، وصحح له في صحيحه (٦٤٧ و ٢٦٠٢).
وقال البرقاني للدارقطني: "فعاصم بن حميد السكوني، يروي عن معاذ؟ قال: هو من أصحابه، ثقة" [سؤالات البرقاني (٣٤١)].
إذا علمت ذلك، لم يعد لكلام ابن القطان الفاسي عندك معنى، حين قال في بيان الوهم (٤/ ١٣٩/ ١٥٨٠): "ولا يعرف أنَّه ثقة"، قال ابن حجر في الإصابة (٥/ ٧٣): "فكأن ابن القطان لم يطلع على ذلك"، يعني: على توثيق الدارقطني وابن حبان.
وانظر: التَّاريخ الكبير (٦/ ٤٨١)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٤٢)، تاريخ الإسلام (٦/ ٩٥)، ذيل الميزان (٤٥٤)، إكمال مغلطاي (٧/ ١٠٢)، التهذيب (٢/ ٢٥١)، تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٨٧ و ٦٣٠).
• وللحديث طرق أخرى يرويها:
الطّبرانيّ في الكبير (٢٠/ ١٢٠/ ٢٤٠)، وفي مسند الشاميين (٣/ ١٦٥/ ٢٠٠٢)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٦/ ٤٥٣).
قال الطّبرانيّ: حدّثنا بكر بن سهل: ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح، عن مالك بن زياد، عن عاصم بن حميد السكوني -صاحب معاذ-، عن معاذ بن جبل، قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصلاة العشاء ليلة، فأخر بها؛ حتَّى ظن الظان أن قد صَلَّى وليس بخارج ... فذكر الحديث بنحوه.
قلت: إن كان بكر بن سهل الدمياطي قد تفرد بهذا عن أبي صالح، فلا يقبل منه، ويُعد هذا من أفراده وغرائبه؛ فإن بكرًا قد ضعفه النَّسائيّ، ولم يوثقه أحد، وله أوابد [انظر: اللسان (٢/ ٣٤٤)، تعليق العلامة المعلمي اليماني على الفوائد المجموعة (١٣٥ و ٢٢٦ و ٢٤٤ و ٤٦٧ و ٤٨١)].
وإن لم يتفرد به: فإن مالك بن زياد أبا هاشم الشَّامي -وكان من حرس عمر بن عبد العزيز-: في عداد المجهولين؛ لم يرو عنه سوى معاوية بن صالح بن حدير الحمصي قاضي الأندلس -وهو: صدوق له أوهام وإفرادات-[انظر: التَّاريخ الكبير (٧/ ٣١٣)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٠٩)، الثقات (٧/ ٤٦٢) و (٩/ ١٦٤)، تاريخ دمشق (٥٦/ ٤٥٣)] [وقد ترجم بعضهم له مرتين، فقالوا مرَّة: "مالك بن زياد"، وقالوا أخرى: "مالك بن دينار"، وهو واحد، والأخير وهم، جزم به ابن عساكر. انظر: التَّاريخ الكبير (٧/ ٣١٠)، كنى مسلم (٣٥٣٨)، الثقات (٧/ ٤٦٠)، تاريخ دمشق (٥٦/ ٤٤٣)].
***
٤٢٢ - . . . داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العتمة، فلم يخرج حتَّى مضى نحو من شطر

الصفحة 180