كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

قال النَّسائيّ: "خالفه عبد الأعلى بن عبد الأعلى"، وفي هذا إشارة إلى وهم عبد الرَّزاق في هذا الإسناد، فإن متن هذا الحديث إنَّما هو متن حديث عائشة، وسياقه لا يشبه سياق حديث ابن عمر المتقدم برقم (١٩٩ و ٤٢٠).
والصَّواب: ما رواه عبد الأعلى ورباح عن معمر، موافقًا لرواية جماعة الحفَّاظ عن الزُّهريّ، والله أعلم.
الطَّريق الثَّاني:
يرويه ابن جريج، قال: أخبرني المغيرة بن حكيم، عن أم كلثوم بنت أبي بكر: أنَّها أخبرته عن عائشة، قالت: أعتم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، حتَّى ذهب عامة الليل، وحتى نام أهل المسجد، ثم خرج فصلَّى، فقال: "إنَّه لوقتها، لولا أن أشق على أمتي"، وفي رواية: "لولا أن يُشَق على أمتي".
أخرجه مسلم (٦٣٨/ ٢١٩)، وأبو عوانة (١/ ٣٠٢ و ٣٠٣/ ١٠٦٨ و ١٠٦٩)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢٣٥/ ١٤٢٠)، والنَّسائيُّ في المجتبى (١/ ٢٦٧/ ٥٣٦)، وفي الكبرى (٢/ ٢٠٣/ ١٥٢٩)، والدارمي (١/ ٢٩٩/ ١٢١٤)، وابن خزيمة (١/ ١٧٩/ ٣٤٨)، وأحمد (٦/ ١٥٠)، وإسحاق (٢/ ٤٦٤/ ١٠٣٧)، وعبد الرَّزاق (١/ ٥٥٧/ ٢١١٤)، والسراج (٥٧٩ و ١١٢٥)، وابن المنذر (٢/ ٣٤٦/ ٩٧٩)، والطحاوي (١/ ١٥٨)، والبيهقيّ في السنن (١/ ٤٥٠)، وفي المعرفة (١/ ٤٠٧/ ٥٣١)، والمزي في التهذيب (٢٨/ ٣٥٨).
٨ - حديث أبو موسى:
يرويه أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: كنت أنا وأصحابي -الذين قدموا معي في السفينة- نزولًا في بقيع بطحان، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، فكان يتناوب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عند صلاة العشاء كل ليلة- نفرٌ منهم. قال أبو موسى: فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأصحابي، وله بعض الشغل في أمره، حتَّى أعتم بالصلاة، حتَّى ابهار الليل، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلَّى بهم، فلما قضى صلاته قال لمن حضره: "على رسلكم، أُعْلِمُكم، وأبشروا: أن من نعمة الله عليكم أنَّه ليس من النَّاس أحد يصلِّي هذه الساعة غيركم"، أو قال: "ما صَلَّى هذه الساعة أحد غيركم"، لا ندري أي الكلمتين قال، قال أبو موسى: فرجعنا فرحين بما سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه البُخاريّ (٥٦٧)، ومسلم (٦٤١)، وأبو عوانة (١/ ٣٠٣ - ٣٠٤/ ١٠٧٢)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢٣٧/ ١٤٢٥)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ١٠٦)، والبزار (٨/ ١٥٥ - ١٥٦/ ٣١٧٨)، وأبو يعلى (١٣/ ٢٨٥ - ٢٨٦/ ٧٣٠٠)، والسراج في مسنده (٥٩١ و ١١٣٦)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (٢٠٠٦).
أعتم: أي: أخَّر [شرح السنة (٢/ ٣٣)، النهاية (٣/ ١٨١)].
ابهار الليل: أي: انتصف [غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام (١/ ٨٣)، غريب الحديث للخطابي (٢/ ٢٣٢)، تهذيب اللُّغة (٦/ ١٥٤)].

الصفحة 185