كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

الثاني: أن الزيلعي في نصب الراية (١/ ٢٤٥)، وابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٦٥٠): ذكرا أن البيهقي روى هذا الحديث بهذه الزيادة، ولم يذكرا أن البيهقي خالف ابن المنذر في إسناده.
فدل ذلك على أن خلاد بن يحيى إنما يرويه هكذا بلا واسطة بين يونس، وسعيد، وخلاد: كوفي، سكن مكة، وهو: صدوق، قليل الخطأ [انظر: التهذيب (١/ ٥٥٧)].
لكني وجدته بعد ذلك في حديث ابن أبي مسرة الذي يرويه عنه أبو محمَّد الفاكهي في فوائده (٧٤) (١٤/ ب)، قال: حدثنا خلاد بن يحيى: نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق: حدثني سعيد بن وهب به، هكذا بإثبات أبي إسحاق في الإسناد، فالله أعلم.
وغايته أن يقال: اختلفت الرواية على خلاد بن يحيى بإثبات أبي إسحاق في الإسناد وإسقاطه، ورواية من لم يُختلف عليه أولى:
فقد روى البزار في مسنده (٦/ ٧٨/ ٢١٣٤)، والطبراني في الكبير (٤/ ٧٩/ ٣٧٠٣)، وفي الأوسط (٢/ ٣٠٥/ ٢٠٥٤).
بإسنادين صحيحين إلى أبي بكر الحنفي [هو: عبد الكبير بن عبد المجيد: بصري ثقة] , قال: نا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه [أبي إسحاق] [سقط ذكره في مخطوطة البزار] , عن سعيد بن وهب، قال: حدثني خباب قال: ... فذكره مثله بالزيادة "إذا زالت الشمس فصلوا الظهر".
وفي مسند البزار: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهجير.
قال أبو القاسم الطبراني: "لم يقل أحد ممن روى هذا الحديث عن أبي إسحاق: "إذا زالت الشمس فصلوا الظهر" إلا يونس، تفرد به: أبو بكر الحنفي، واسمه: عبد الكبير بن عبد المجيد".
قلت: وأبو بكر الحنفي أوثق وأضبط من خلاد بن يحيى، وقوله عندي أولى بالصواب، أعني بإثبات أبي إسحاق في الإسناد، وأن ابنه يونس ليس متابعًا له، كما قال ابن القطان الفاسي معتمدًا على وجه من رواية خلاد.
• وعلى هذا فإن هذه الزيادة التي تفرد بها يونس، عن أبيه، دون بقية أصحاب أبيه الثقات، هي زيادة شاذة، والمحفوظ ما رواه سفيان الثوري، وشعبة، ومن تابعهما بدون هذه الزيادة، كما رواه مسلم في صحيحه.
• وقد اختلف على أبي إسحاق في إسناده:
١ - فرواه سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وأبوه يونس بن أبي إسحاق، وزهير بن معاوية، وأخوه الرحيل بن معاوية، وأبو الأحوص، وزكريا بن أبي زائدة، وزياد بن خيثمة الجعفي، وشريك بن عبد الله النخعي، ومفضل بن صدقة، وسليمان بن قرم:
رووه كلهم [وفيهم أثبت أصحاب أبي إسحاق: سفيان، وشعبة] , عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب بن الأرت به.

الصفحة 34