كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وفيه: قال ابن صاعد: "لم يروه بهذا الإسناد غير ابن عيينة".
وسأل ابن أبي حاتم أباه وأبا زرعة عن حديث سفيان هذا، فقال أبو حاتم: "هذا خطأ، أخطأ فيه ابن عيينة، ليس لهذا أصل، ما ندري كيف أخطأ؟ وما أراد؟ ".
وقال أبو زرعة: "إنما أراد ابن عيينة حديث الأعمش، عن عمارة، عن أبي معمر، عن خباب: أنه قيل له: كيف كنتم تعرفون قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: باضطراب لحيته.
قال ابن أبي حاتم لأبي زرعة: عنده الحديثان جميعًا؟ قال: أحدهما، والآخر: خطأ" [العلل لابن أبي حاتم (١/ ١٩٨/٧٤)].
وقال أبو حاتم في موضع آخر: "لم يعمل ابن عيينة في هذا الحديث شيئًا، إنما هو الصحيح: من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن خباب، قال: شكونا ... ، وهِم ابن عيينة في هذا الحديث" [العلل (١/ ١٣٦/ ٣٧٥)].
• وتابع الأعمش -على الوجه المحفوظ عنه-:
شريك بن عبد الله النخعي [صدوق يخطئ كثيرًا] , فرواه عن أبي إسحاق، عن حارثة، عن خباب، قال: ... فذكره.
أخرجه الطحاوي (١/ ١٨٥)، والطبراني في الكبير (٤/ ٧٢/ ٣٦٧٨).
وهذا الوجه، والوجه الآخر الصحيح: كلاهما صحيح عن شريك.
• وأما ما رواه قبيصة بن عقبة السوائي [صدوق؛ ربما خالف] , قال: ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن حارثة، عن خباب به.
أخرجه الطحاوي (١/ ١٨٥).
فهو وهم، والمحفوظ ما رواه أبو بكر الحنفي، عن يونس، عن أبيه، عن سعيد بن وهب، عن خباب به، كما تقدم، وتابعه خلاد بن يحيى، عن يونس به، لكن أسقط أبا إسحاق من الإسناد.
والحاصل: أن رواية الأعمش -في المحفوظ عنه-، وشريك: كلاهما، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن خباب: وهم.
• والصحيح هو ما رواه الجماعة [وفيهم: أثبت أصحاب أبي إسحاق: سفيان، وشعبة] , عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب.
كما أخرجه مسلم في صحيحه.
سأل ابن أبي حاتم أبا زرعة، عن حديث وكيع، عن الأعمش ... ؟ فقال أبو زرعة: "أخطأ فيه وكيع، إنما هو على ما رواه شعبة، وسفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " [العلل (١/ ٩٥/ ٢٥٥)].
وفي موضع آخر سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث الأعمش، وشريك، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن خباب، قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرمضاء فلم يشكنا.

الصفحة 36