كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

ورواه سفيان، وشعبة، وزهير، وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . ؟ قال أبو حاتم: "الصحيح: ما روى سفيان، وشعبة" [العلل (١/ ١٣٥/ ٣٧٥)].
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٣١٠): "روى هذا الحديث: الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن خباب، والقول عندهم: قول الثوري وزهير -على ما ذكرنا-، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب، والله أعلم".
• وله إسناد آخر عن خباب؛ بزيادة لا تصح:
يرويه وهيب بن خالد، عن محمَّد بن جحادة، عن سليمان بن أبي هند، عن خباب، قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شدة الحر في جباهنا وأكفنا، فلم يشكنا.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٤١)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٥١٥)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (١١٣١)، والهيثم بن كليب (٢/ ٤١٥/ ١٠١٨)، وابن البختري في المنتقى من الجزء السادس عشر من حديثه (٤٠) [(٧٠٩) مجموع مصنفاته]. والطبراني في الكبير (٤/ ٨٠/ ٣٧٠٤)، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (٥٤)، والبيهقي (٢/ ١٠٧).
وهذا إسناد ضعيف؛ وهيب بن خالد، ومحمد بن جحادة: ثقتان، وأما سليمان بن أبي هند، ويقال: ابن أبي جعفر، مولى زيد بن الخطاب، قال علي بن المديني: "سألنا عن هذا الشيخ؟ فذكر أصحابنا أنه: لم يكن به بأس" [سؤالات ابن أبي شيبة (٢٣٥)].
وذكره ابن حبان في الثقات (٤/ ٣٠٤)، وترجم له البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا [الجرح والتعديل (١٤٨/ ٤)، التاريخ الكبير (٤/ ٤٠)].
إلا أنه مرسل، فقد روى ابن أبي حاتم في المراسيل (٣٠٩)، عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: "سئل: محمَّد بن جحادة، عن سليمان بن أبي هند، عن خباب: مرسل؟: شكونا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شدة الحر؟ قال: نعم، مرسل".
• وقد روي من حديث ابن مسعود، ولا يصح مرفوعًا:
يرويه معاوية بن هشام [صدوق، كثير الخطأ. التهذيب (٤/ ١١٢)] , عن سفيان الثوري، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: شكونا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء؟ فلم يشكنا.
أخرجه الترمذي في العلل الكبير (٨٩)، وابن ماجه (٦٧٦)، والبزار (٥/ ٣٠٤/ ١٩٢١).
وهم فيه معاوية بن هشام على الثوري، وإنما الصحيح عن ابن مسعود من فعله موقوفًا عليه:
رواه وكيع، وأبو نعيم [وهما ثقتان حافظان متقنان] , عن سفيان الثوري، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك، قال: كان عبد الله يصلي الظهر، وإن الجنادب لتنفر من الرمضاء.

الصفحة 37