كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

بلهط بن عباد، وهو عندي ثقة، تفرد به: ابن أبي عمر عن عبد المجيد، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد، ولا يحفظ لبلهط حديثًا غير هذا".
وبلهط: ذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ١١٩)، وساق الحديث في ترجمته، وأما ابن أبي حاتم فقال في الجرح والتعديل (٢/ ٤٤٠): "روى عن محمَّد بن المنكدر حديثًا منكرًا"، وقال الذهبي في الميزان (١/ ٣٥٢)، وفي المغني (١/ ١١٥ و ١١٦): "لا يعرف، والخبر منكر"، وهو كما قال. وانظر: اللسان (٢/ ٣٦٣).
وحاصل ما تقدم: أن من قال بمطلق التعجيل بصلاة الظهر، ولو في شدة الحر، استدل بحديث خباب هذا؛ لأنهم لما شكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شدة الحر عليهم في المشي إلى الصلاة وغير ذلك، راغبين في التخفيف عنهم، لم يجبهم إلى ذلك، فلم يؤخر الصلاة حتى يحصل الإبراد، ولم يزل شكواهم، وقد جاء في بعض الروايات "فما أشكانا" وهي أوضح في المعنى المراد، وهي لفظة صحيحة محفوظة من حديث سفيان الثوري، ويونس، وإسرائيل [عند: أحمد. وأبي عوانة. والطحاوي. والطبراني. والبيهقي] [وانظر: تهذيب اللغة (١٠/ ١٦٤)، النهاية (٢/ ٤٩٧)، غريب ابن قتيبة (١/ ٦٠٩)، وغيرها].
٤ - حديث جابر المتقدم برقم (٣٩٩)، ولفظه: كنت أصلي الظهر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فآخذ قبضة من الحصى لتبرد في كفي أضعها لجبهتي، أسجد عليها لشدة الحر.
وهو حديث حسن، ووجه الدلالة منه: أن الإبراد لو كان جائزًا لما شق عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة في هذا الوقت، ولأبرد بهم حتى يخف الحر، ويبرد الحصى، ولما جعلهم يقاسون حر الرمضاء بالمشي فيها والسجود.
٥ - حديث أنس:
يرويه بشر بن المفضل، عن غالب القطان، عن بكر بن عبد الله، عن أنس بن مالك، قال: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته [وفي رواية: وجهه] من الأرض، بسط ثوبه، فسجد عليه.
أخرجه البخاري (٣٨٥ و ١٢٠٨)، ومسلم (٦٢٠)، وأبو عوانة (١/ ٢٨٨/ ١٠١٢)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢١٦/ ١٣٨٥)، وأبو داود (٦٦٠)، وابن ماجه (١٠٣٣)، والدارمي (١/ ٣٥٤/ ١٣٣٧)، وابن خزيمة (١/ ٣٣٦/ ٦٧٥)، وابن حبان (٦/ ١١٨/ ٢٣٥٤)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على الترمذي (٥٤٩)، وأحمد (٣/ ١٠٠)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٤١/ ٢٧٦٩)، وأبو يعلى (٧/ ١٧٦/ ٤١٥٢)، والسراج في مسنده (١٠٠٥ و ١٠٣١)، وفي حديثه بانتقاء زاهر بن طاهر الشحامي (١١٢٦ و ١٥٤٩ و ١٥٥٠)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٦)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ١٨٦)، وفي تاريخ أصبهان (١/ ١٥٠)، والبيهقي (٢/ ١٠٥ و ١٠٦)، وابن عبد البر (٢٠/ ٩٨)، والمزي في التهذيب (٢٣/ ٨٧)، والذهبي في السير (١٧/ ٢٧٢)، وفي التذكرة (٣/ ١٠٥٠).
وهذا الحديث رواه عن بشر بن المفضل: جماعات من الثقات، منهم: أحمد بن

الصفحة 39