كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل منزلًا لم يرتحل منه حتى يصلي الظهر، فقال رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.
أخرجه أبو داود (١٢٠٥)، والنسائي (١/ ٢٤٨/ ٤٩٨)، وابن خزيمة (٢/ ٨٨/ ٩٧٥)، والضياء في المختارة (٦/ ١١١ - ١١٣/ ٢١٠٢ - ٢١٠٦)، وأحمد (٣/ ١٢٠ و ١٢٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٥١٨/٣٠٧)، وبحشل في تاريخ واسط (٦٩)، وأبو يعلى (٧/ ٢٩٤ و ٢٩٥/ ٤٣٢٤ - ٤٣٢٦)، والطحاوي (١/ ١٨٥).
وهذا إسناد صحيح؛ حمزة هو: ابن عمرو، أبو عمر الضبي العائذي البصري؛ وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، فهو ثقة، ومال إلى ذلك الذهبي [التهذيب (١/ ٤٩٠)، الكاشف (١/ ٢٥٥)، التقريب (١٦٥)] [منهج النسائي في الجرح والتعديل (٢/ ٧٠٠)].
وسيأتي تخريج هذا الحديث وطرقه بتمامه في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى.
وانظر فيمن وهم فيه على شعبة: المعجم الأوسط (٢/ ٩٩/ ١٣٧٧).
ووجه الدلالة منه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجل الظهر حتى في السفر أيضًا.
• القول الثاني: واستحبت طائفة الإبراد بصلاة الظهر عند شدة الحر:
استحب ذلك أحمد، وإسحاق، وابن المبارك، وقال أصحاب الرأي: في الصيف يجب أن يؤخرها ويبرد بها، وهو اختيار أبي بكر بن المنذر [انظر: مسائل أحمد وإسحاق للكوسج (١٢٥)، مسائل أحمد لأبي داود (١٨٢)، مسائل أحمد لابنه صالح (١٠٣٩)، جامع الترمذي (١٥٧)، الأوسط (٢/ ٣٦٠)، وغيرها].
واحتجوا في ذلك بأحاديث الأمر بالإبراد في صلاة الظهر إذا اشتد الحر.
• فإن احتج عليهم أهل القول الأول بأحاديث التعجيل؛ لا سيما حديث خباب: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء، فما أشكانا.
فيقال: امتنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من إجابة شكواهم، مدة من الزمان، ثم لما رأى ذلك قد شق عليهم، أجابهم وأمرهم بالإبراد، ويحتمل أن تكون إجابته - صلى الله عليه وسلم - لهم لما أخبر بأن هذا وقت تسجر فيه جهنم، فأحب عندئذ تأخيرها والإبراد بها.
• واحتجوا على هذا المعنى بحديث المغيرة بن شعبة:
الذي يرويه إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة، قال: كنا نصلي مع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر بالهاجرة، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٣٣)، وابن ماجه (٦٨٠)، وابن حبان (٤/ ٣٧٢ و ٣٧٥/ ١٥٠٥ و ١٥٠٨)، وأحمد (٤/ ٢٥٠)، ويحيى بن معين في جزء له (٢١ - رواية أبي منصور الشيباني)، وعنه: أبو زرعة الدمشقي في الثاني من الفوائد المعللة

الصفحة 41