كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

[انظر: التهذيب (٣/ ٢١٥)، إكمال مغلطاي (١٠/ ٢٩)، الميزان (٣/ ١٨٢)، تاريخ بغداد (١١/ ٢٠٣)].
• وحاصل هذه الأقوال، أن عمر بن إسماعيل بن مجالد: ضعيف؛ يعتبر به، إذا وافق الثقات، بخلاف ما لو تفرد، كما قال ابن عدي، وابن حبان، ولازم قول أبي حاتم والدارقطني، لا سيما أحاديثه: عن أبيه عن بيان، فإنها كتاب، وفيها أحاديث جياد، كما قال أبو زرعة الرازي.
• والحديث الذي نحن بصدد الكلام عليه [حديث المغيرة بن شعبة] يرويه: عمر بن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة.
وهذا إسناد كوفي صالح في المتابعات، ولم ينفرد به عمر عن أبيه عن بيان، بل تابعه شريك عن بيان، وهذا مما يجعل النفس تطمئن إلى ثبوت حديث المغيرة بن شعبة.
قال البيهقي في السنن (١/ ٤٣٩): "قال أبو عيسى الترمذي -فيما بلغني عنه-: سألت محمدًا -يعني: البخاري- عن هذا الحديث؟ فعده محفوظًا، وقال: رواه غير شريك، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة، قال: كنا نصلي الظهر بالهاجرة، فقيل لنا: "أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم".
رواه أبو عيسى، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن بيان، كما قال البخاري".
وذكر الخلال عن الميموني أنهم ذاكروا أبا عبد الله -يعني: أحمد بن حنبل- حديث المغيرة بن شعبة. فقال: "أسانيده جياد".
ثم قال: "خباب يقول: شكونا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يشكنا. والمغيرة كما ترى روى القصتين جميعًا".
قال: وفي غير رواية الميموني: "كان آخر الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الإبراد" [البدر المنير (٣/ ٢١٦)، طرح التثريب (٢/ ١٤١)].
وقال في التلخيص (١/ ٣٢٤/ ٢٦١): "وذكر الميموني عن أحمد أنه رجح صحته".
وقال الأثرم بعد ذكر أحاديث التعجيل والإبراد: "فأما التي ذكر فيها التعجيل في غير الحر؛ فإن الأمر عليها.
وأما حديث خباب، وجابر، وما كان فيها من شدة الحر: فإن ذلك عندنا قبل أن يأمر بالإبراد، وقد جاء بيان ذلك في حديثين:
أحدهما: حديث بيان عن قيس عن المغيرة بن شعبة قال: كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة، فقال لنا: "أبردوا" فتبين لنا أن الإبراد كان بعد التهجير.
والحديث الآخر: أبين من هذا: خالد بن دينار أبو خلدة قال: سمعت أنسًا يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان البرد بكر بالصلاة، وإذا كان الحر أبرد بالصلاة" [طرح التثريب (٢/ ١٤١)].

الصفحة 48