كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

ففي هذا تصحيح ضمني لحديث المغيرة؛ لاحتجاجه به.
• وأما قول الإِمام أحمد في قصة الحماني مع هذا الحديث: "إنما سمعته بعد ذلك من إسحاق الأزرق، وأنا لم أعلم تلك الأيام أن هذا الحديث غريب، حتى سألوني عنه بعد ذلك هؤلاء الشباب -أو قال: هؤلاء الأحداث-".
رواه عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٤٠/ ٤٠٧٧)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ١٦٩)، والعقيلي في الضعفاء (٤/ ٤١٣)، والخطيب في تاريخه (١٤/ ١٧٣)، والمزي في التهذيب (٣١/ ٤٢٢).
قلت: فلا وجه لغرابته؛ أما إسحاق بن يوسف الأزرق فلا يضره تفرده عن شريك، فإنه من أعلم الناس بحديثه، وسماعه منه قديم، سمع منه بواسط من كتابه [انظر: معرفة الثقات (٧٢٧)، الثقات (٦/ ٤٤٤)، سؤالات أبي داود (٤٣٩)، الكفاية (٢٢٣)، تاريخ بغداد (٦/ ٣١٩) و (٩/ ٢٨١)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٥٩)، الميزان (٢/ ٢٧٤)، السير (٩/ ١٧١)، الكواكب النيرات (٣٢)].
ولم ينفرد به إسحاق الأزرق، عن شريك؛ بل تابعه عليه: عبد الرحمن بن شريك.
ولم ينفرد به شريك عن بيان؛ بل تابعه إسماعيل بن مجالد.
وبيان بن بشر الأحمسي الكوفي: ثقة ثبت.
• وأما قول الحافظ في التلخيص (١/ ٣٢٤): "وكذا قال أبو حاتم الرازي: هو عندي صحيح".
ففي هذا النقل نص صريح في كون أبي حاتم قد صحح الحديث، لكن الأمر بخلاف ذلك.
فإن أبا حاتم قد أعل هذا الحديث كما سيأتي بيانه، وأما قوله: "هو عندي صحيح"، فلم يقله في سياق بيان الحكم على حديث المغيرة بن شعبة، ولكن قاله ردًّا على إنكار ابن معين لحديث إسحاق الأزرق، عن شريك، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، حين قال عنه: "ليس له أصل"، فقال أبو حاتم: "هو عندي صحيح"، يعني: ثابت عن إسحاق، ولا يعني تصحيح حديث أبي هريرة فإنه قد أعله أيضًا، وابن معين لم ينكر حديث إسحاق، عن المغيرة بن شعبة، فإنه أحد رواته عن إسحاق الأزرق.
قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٣٦ - ١٣٧/ ٣٧٨): "وسمعت أبي يقول: سألت يحيى بن معين، وقلت له: حدثنا أحمد بن حنبل بحديث إسحاق الأزرق، عن شريك، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أبردوا بالظهر".
وذكرته للحسن بن شاذان الواسطي فحدثنا به.
وحدثنا أيضًا عن إسحاق، عن شريك، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله.
قال يحيى: ليس له أصل، إنما نظرت في كتاب إسحاق فليس فيه هذا.

الصفحة 49