كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

"ولزيد بن جبيرة غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، وعامة ما يرويه عن من روى عنهم: لا يتابعه عليه أحد".
وقال الساجي: "حدث عن داود بن الحصين بحديث منكرٍ جدًّا" قال مغلطاي: "يعني: نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُصلَّى في سبع مواطن: المزبلة، والمجزرة. . . الحديث" وتبعه عليه ابن حجر [إكمال مغلطاي (٥/ ١٣٩)، التهذيب (١/ ٦٦٠)].
وقال ابن المنذر في الأوسط (٢/ ١٩٠): "وهذا الحديث غير ثابت؛ لأن الذي رواه زيد بن جبيرة".
وقال ابن حزم في المحلى (٤/ ٨٢): "وإنما جاء النهي عن الصلاة في المجزرة وظهر بيت الله الحرام من طريق زيد بن جبيرة، وهو: لا شيء".
وقال البيهقي في السنن: "تفرد به: زيد بن جبيرة"، ثم أسند إلى البخاري قوله: "زيد بن جبيرة أبو جبيرة، عن داود بن الحصين: منكر الحديث" وانظر: تهذيب السنن للذهبي (٢/ ٧٦٦)، البدر المنير (٣/ ٤٤٣).
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٢٢٥ - ٢٢٦): "وهذا حديث انفرد به: زيد بن جبيرة، وأنكروه عليه".
وقال ابن دحية في "تنويره" بعد أن ذكر حديث ابن عمر هذا: "حديث باطل عندهم، أنكروه على زيد بن جبيرة، ولا يعرف مسندًا إلا برواية يحيى بن أيوب عنه" قلت: تابعه عليه سويد بن عبد العزيز، والمتفرد به ابن جبيرة [انظر: البدر المنير (٣/ ٤٤٣)].
وقال ابن الجوزي في العلل: "هذا حديث لا يصح".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٤٤١): "وهذه الطريق: ضعيفة؛ بسبب زيد بن جبيرة؛ وقد تركوه، وحديثه منكر جدًّا" [وانظر أيضًا: المغني (١/ ٤٠٤)، البدر المنير (٤/ ١١٣)، التلخيص (١/ ٢١٥)].
٢ - حديث عمر:
يرويه عبد الله بن صالح، قال: نا الليث، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سبع مواطن لا تكون [وفي رواية: لا تجوز] فيها الصلاة: ظهر بيت الله، والمقبرة، والمزبلة، والمجزرة، والحمام، وعطن الإبل، ومحجة الطريق".
علَّقه الترمذي بعد الحديث (٣٤٧)، ووصله: البزار (١/ ٢٦٤/ ١٦١)، والعقيلي (٢/ ٧١)، والذهبي في الميزان (٢/ ٤٤٤ - ٤٤٥).
واختلف فيه على عبد الله بن صالح:
أ- فرواه إبراهيم بن هانيء [أبو إسحاق النيسابوري، نزيل بغداد: ثقة حافظ. الجرح والتعديل (٢/ ١٤٤)، الثقات (٨/ ٨٣)، تاريخ بغداد (٦/ ٢٠٤)، السير (١٣/ ١٧)]، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري [صدوق]، وموسى بن يزيد بن عبد الرحمن أبو عمران

الصفحة 493