كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وظهر بيت الله الحرام: من طريق زيد بن جبيرة، وهو: لا شيء، ومن طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو: ضعيف".
أخرج العقيلي (٢/ ٧١) (٢/ ٤٢٦ - ط حمدي السلفي) بإسناد صحيح إلى الليث بن سعد، قال: هذه نسخة رسالةٍ من عبد الله بن نافع مولى ابن عمر، إلى الليث بن سعد: أما بعد! فإني أوصيك بتقوى الله، وحده لا شريك له، وطاعته، وطاعة رسوله، نسأل الله التوفيق.
ذكرتَ أن نافعًا رحمه الله يحدث عن ابن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه نهى أن يُصلَّى في سبعة مواطن: في معاطن الإبل، والمجزرة، والمزبلة، وفي مُصلَّى قبلته إلى مرحاض، وقارعة الطربق، والمقبرة، وظهر بيت الله العتيق.
فلا أعلم الذي حدَّث بهذا عن نافع إلا قد قال عليه الباطل.
فأما ما ذكرتَ عن مُصلَّى قبلته إلى مرحاض: فإنما جُعلت السترة لتستر من المرحاض وغيره، وقد حدثني نافع أن دار ابن عمر التي هي وراء جدار قبلة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مِربَدًا لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، يذهبن فيه، ثم ابتاعته حفصة، فاتخذته دارًا.
وأما ما ذُكر من معاطن الإبل: فقد بلغنا أن ذلك يُكره، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى على راحلته، وقد كان ابن عمر، ومن أدركنا من خيار أهل أرضنا، يَعرِض أحدهم ناقته بينه وبين القبلة، يُصلي إليها، وهي تبعر وتبول.
وأما ما ذكرت من الصلاة في المقبرة: فإن أبي حدثني: أن عبد الله بن عمر صلى على رافع بن خديج في المقبرة، وهو إمام الناس يومئذ".
قال ابن عبد البر (٥/ ٢٢٦) بعد هذه القصة: "فصح بهذا وشبهه أن الحديث منكر، لا يجوز أن يحتج عند أهل العلم بمثله".
قلت: عبد الله بن نافع: ضعيف، قال ابن معين وابن عدي: "ممن يكتب حديثه" [انظر: التهذيب (٢/ ٤٤٤)].
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٩٥/ ٢٨٣): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف أبي صالح كاتب الليث".
وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ٢١٥): "وفي سند الترمذي: زيد بن جبيرة، وهو ضعيف جدًّا، وفي سند ابن ماجه: عبد الله بن صالح، وعبد الله بن عمر العمري المذكور في سنده ضعيف أيضًا، ووقع في بعض النسخ بسقوط عبد الله بن عمر بين الليث ونافع؛ فصار ظاهره الصحة، وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه: هما جميعًا واهيان، وصححه ابن السكن وإمام الحرمين".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٤٤٤): "وقد وقع لإمام الحرمين أيضًا الحكم بصحة هذا الحديث، وهو عجيب منه أيضًا، ومثل ذلك في إدخال ابن السكن هذا الحديث

الصفحة 495