كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

أخرجه الترمذي في العلل (١١٧)، وابن حبان (٤/ ٥٩٦/ ١٦٩٨) و (٦/ ٨٨ و ٨٩ و ٩٢/ ٢٣١٥ و ٢٣١٨ و ٢٣٢٢)، والضياء في المختارة (٥/ ٢٤٦/ ١٨٧٢)، والبزار (١٣/ ١٩٨/ ٦٦٦٠)، وأبو يعلى (٥/ ١٧٥/ ٢٧٨٨)، وابن الأعرابي في المعجم (٣/ ١٠٨٢/ ٢٣٣٤).
وقد اختلف فيه على حفص بن غياث:
أ- فرواه عنه به هكذا: هناد بن السري [كوفي، ثقة حافظ]، وأبو موسى الزَّمِن محمد بن المثنى [بصري، ثقة ثبت]، وسهل بن عثمان العسكري [نزيل الري، ثقة حافظ، له غرائب]، والحسين بن يزيد الطحان [لين الحديث].
ب- خالفهم: جعفر بن محمد ابن بنت إسحاق الأزرق [لم أهتد إليه] قال: ثنا حفص بن غياث، عن الأشعث وعمران بن حدير، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلى على الجنائز بين القبور.
أخرجه ابن حبان (٦/ ٩٣/ ٢٣٢٣) وليس فيه: على الجنائز، والضياء في المختارة (٥/ ٢٤٥/ ١٨٧١).
فهي رواية منكرة؛ سندًا: بذكر عمران بن حدير، ومتنًا: بزيادة الجنائز.
ج- وخالفهم: أبو بكر بن أبي شيبة [كوفي، ثقة حافظ] قال: حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن الحسن: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كره الصلاة بين القبور.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٥٤/ ٧٥٨٤) و (٧/ ٣١١/ ٣٦٣٧٧).
هكذا مرسلًا، وهو: أصح.
والذي يظهر لي -والله أعلم- أن هذا الاختلاف في الوصل والإرسال: إنما هو من قبل حفص نفسه، فلعله كان يحدث به من حفظه فيوصله، وكان في كتابه مرسلًا؛ وكان صحيح الكتاب، وكان ابن أبي شيبة عالمًا بكتاب حفص، وكان حفص إذا حدث من حفظه وَهِم، وكان قد ساء حفظه بعد ما استقضي [انظر: التهذيب (١/ ٤٥٨) وغيره].
وقد رواه يحيى بن سعيد القطان [ثقة متقن، حافظ إمام]، ومعاذ بن معاذ العنبري [ثقة متقن]، كلاهما: عن أشعث بن عبد الملك، عن الحسن: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلا بين القبور. هكذا مرسلًا، وهو: الصحيح.
أخرجه الترمذي في العلل (١١٨)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ١٥٦)، ورواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٢٠٠) معلقًا. وذكره الدارقطني في العلل. وانظر: تهذيب الكمال (١٢/ ١٩٦).
قال الترمذي في العلل: "سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: حديث الحسن عن أنس: خطأ، وروى ابنُ عون عن الحسن عن أنس قال: رآني عمر؛ وأنا أصلي إلى قبرٍ".
وقال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غير حفص، عن أشعث، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر أنسًا إلا حفص، وتفرد أنس بهذا الحديث".

الصفحة 500