كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

• ومما يصح عن أنس في هذا أيضًا:
ما رواه سفيان الثوري: ثنا حميد، عن أنس، قال: رآني عمر وأنا أصلي، فقال: القبر أمامك، فنهاني.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٥٣/ ٧٥٧٦).
ورواه حفص بن غياث، وهشيم بن بشير، ومروان بن معاوية الفزاري:
ثلاثتهم [وألفاظهم متقاربة]: عن حميد، عن أنس، قال: قمت يومًا أصلي، وبين يدَيَّ قبرٌ، لا أشعر به، فناداني عمرُ: القبرَ! القبرَ! فظننت أنه يعني القمر، فقال لي بعض من يليني: إنما يعني القبر، فتنحيت عنه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٥٣/ ٧٥٧٥) و (٧/ ٣١١/ ٣٦٣٧٨)، وأحمد بن منيع (٣/ ٤١٧/ ٣٣٩ - مطالب)، ومحمد بن هشام بن ملاس النميري في جزئه (٧)، ومن طريقه: البيهقي (٢/ ٤٣٥)، وابن حجر في التغليق (٢/ ٢٣٠).
وهو صحيح عن أنس.
ورواه بنحوه: معمر بن راشد، وحماد بن زيد، كلاهما: عن ثابت، عن أنس به.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٠٤/ ١٥٨١)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (٢/ ١٨٦/ ٧٦٦)، وابن حجر في التغليق (٢/ ٢٢٩).
وقد علَّقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم [قبل الحديث رقم (٤٢٧)]، قال: "ورأى عمرُ أنسَ بن مالك يصلي عند قبرٍ، فقال: القبرَ القبرَ، ولم يأمره بالإعادة".
ورواه منصور بن زاذان، وابن عون، كلاهما: عن الحسن، عن أنس، عن عمر - رضي الله عنه - بمثله.
وإسناده صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد بن منيع (٣/ ٤١٧/ ٣٣٩ - مطالب)، وعلَّقه الترمذي في العلل (١١٨) من كلام البخاري، والله أعلم.
• والذي يصح في هذا الباب مرفوعًا: النهي عن الصلاة في مبارك الإبل [ويأتي في الباب بعد هذا]، والنهي عن اتخاذ القبور مساجد، وعن الصلاة فيها وإليها، ومما صح في ذلك:
١ - عن عائشة وعبد الله بن عباس - رضي الله عنهم - قالا: لما نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، طَفِقَ يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا اغْتَمَّ بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يُحذِّرُ ما صنعوا.
متفق عليه [البخاري (٤٣٥ و ٤٣٦) مع أطرافه. ومسلم (٥٣١)].
٢ - وعن جندب - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمسٍ، وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلًا؛ كما اتخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ألا وإن من كان

الصفحة 502