كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة. يعني: الجمعة.
هكذا رواه حرمي بن عمارة، وفي رواية له قال: حدثني أبو خلدة، قال: سمعت أنس بن مالك؛ وناداه يزيد الضبي يوم الجمعة في زمن الحجاج، فقال: يا أبا حمزة! قد شهدت الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشهدت الصلاة معنا، فكيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي؟ قال: ... فذكره. ولم يقل في آخره: يعني: الجمعة.
ورواه أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا خالد بن دينار أبو خلدة، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الحر أبرد بالصلاة، وإذا كان البرد عجل.
ورواه يونس بن بكير، قال: حدثنا خالد بن دينار أبو خلدة، قال: سمعت أنس بن مالك -وهو مع الحكم أمير بالبصرة على السرير-، يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الحر أبرد بالصلاة، وإذا كان البرد بكر بالصلاة.
ورواه بشر بن ثابت: ثنا أبو خلدة خالد بن دينار، عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كان الشتاء بكر بالظهر، وإذا كان الصيف أخرها، وكان يصلي العصر والشمس بيضاء نقية.
ورواه خالد بن الحارث: ثنا أبو خلدة: أن الحكم بن أيوب آخر الجمعة يومًا، فتكلم يزيد الضبي، قال: دخلنا الدار وأنس معه على السرير، فقال له يزيد: يا أبا حمزة! قد صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وحضرت صلاتنا، فأين صلاتنا من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: إذا كان الحر برد بالصلاة، وإذا كان البرد بكر بالصلاة.
ورواه سهل بن حماد، عن أبي خلدة، قال: بينا الحكم بن أيوب يخطب في البصرة؟ إذ قام يزيد الضبي فناداه، فقال: أيها الأمير، إنك لا تملك الشمس، فقال: خذاه، فأُخذ، فلما قضى الصلاة أُدخل عليه، ودخل الناس، وثم أنس بن مالك، فأقبل على أنس فقال: كيف كنتم تصلون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبرد بالصلاة في الحر، ويبكر بها في الشتاء.
أخرجه البخاري في الصحيح (٩٠٦)، من طريق حرمي بن عمارة، وعلقه من طريق يونس بن بكير، وبشر بن ثابت. وفي الأدب المفرد (١١٦٢) من طريق يونس. والنسائي في المجتبى (١/ ٢٤٨/ ٤٩٩)، وفي الكبرى (٢/ ١٩٠ و ١٩١/ ١٤٩٧ و ١٤٩٨)، من طريق أبي سعيد، وخالد بن الحارث. وابن خزيمة (٣/ ١٧٠/ ١٨٤٢)، وأبو بكر المروزي في كتاب الجمعة (٥٩)، والدولابي في الكنى (٢/ ٥١٣/ ٩٣٢)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٠٤٧)، وفي حديثه بانتقاء زاهر بن طاهر الشحامي (١٥٦٣ و ١٥٦٤)، والطحاوي (١/ ١٨٨)، والبيهقي (٣/ ١٩١)، وابن عبد البر (٢/ ٣١١)، وابن عساكر (١٥/ ٥)، وابن حجر في التغليق (٢/ ٣٥٨ - ٣٥٩).
قال ابن رجب في الفتح (٥/ ٤٢٤): "وقضية يزيد الضبي مع الحكم بن أيوب في

الصفحة 52