كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

الخطاب، فطرق الأنصاري رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلًا، فأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا، فأذَّن به.
قال الزهري: وزاد بلالٌ في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم، فأقرَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال عمر: أما إني قد رأيت مثل الذي رأى، ولكنه سبقني.
أخرجه ابن ماجه (٧٠٧)، وأبو يعلى (٩/ ٣٧٨ و ٣٧٩/ ٥٥٠٣ و ٥٥٠٤)، وأبو العباس السراج في مسنده (٤٨)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٨٧/ ١٣١٤٠)، وفي الأوسط (٨/ ٣٤/ ٧٨٧٨)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٣٠٢)، وابن شاهين في الناسخ (١٧٦).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الرحمن بن إسحاق، ولا عن عبد الرحمن إلا خالد".
وقال ابن شاهين: "وهذا حديث غريب؛ إن كان عبد الرحمن حفظه، وقد خالفه أصحاب الزهري: يونس، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر، ومحمد بن إسحاق، وابن جريج، كلهم روي: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب".
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٤/ ١٩٨): "وروى عبد الرحمن، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة همه الأذان. . . بطوله.
وروى هذا عدة من أصحاب الزهري، منهم: يونس وابن إسحاق عن سعيد: أن عبد الله بن زيد، وهذا هو الصحيح، وإن كان مرسلًا".
وقال النووي في المجموع (٨٣/ ٣): "رواه بهذا اللفظ ابن ماجه بإسناد ضعيف جدًّا من رواية ابن عمر - رضي الله عنهما -".
وقال ابن رجب في الفتح (٣/ ٤٠٣): "وفي كون هذا الحديث محفوظًا عن الزهري بهذا الإسناد نظر؛ فإن المعروف: رواية الزهري، عن ابن المسيب: مرسلًا، وروي عن الزهري، عن ابن المسيب، عن عبد الله بن زيد".
قلت: عبد الرحمن بن إسحاق المدني: صالح الحديث، إلا أنه ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه، وقد خالف في هذا الحديث ثقات أصحاب الزهري، حيث رووه عن الزهري عن سعيد بن المسيب: مرسلًا، وهو المعروف، وسيأتي ذكره في الباب الذي بعد هذا.
ورواه ابن سعد بنحوه في الطبقات (١/ ٢٤٧)، قال: أخبرنا مسلم بن خالد: حدثني عبد الرحيم بن عمر، عن ابن شهاب به.
وهذا منكر، كالذي قبله، وعبد الرحيم بن عمر: مجهول، لا يُعرف روى عنه سوى مسلم بن خالد الزنجي، وله حديث آخر عند العقيلي في الضعفاء (٣/ ٧٩) أنكره عليه، وقال: "حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به" [اللسان (٥/ ١٦٢)، المغني (٢/ ٣٩١)].
ومسلم بن خالد الزنجي: ليس بالقوي [انظر: التهذيب (٤/ ٦٨) وغيره].
قال ابن المنذر: "هذا الحديث يدل على أن بدء الأذان إنما كان بعد أن هاجر

الصفحة 527