كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

زيد، فقد قيل: إنه استشهد بأحد، وقيل بعد ذلك بيسير، والله أعلم".
وهو في ذلك قد ناقض نفسه، فقد نقل قبل ذلك -عن الواقدي- في مناقب عبد الله بن زيد (٣/ ٣٣٦) أنه شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،. . . إلى أن قال الحاكم: "وإنما توفي عبد الله بن زيد في أواخر خلافة عثمان".
قلت: هذه القصة يرويها أبو نعيم في الحلية (٥/ ٣٢٢)، والبيهقي في الخلافيات (١/ ٥٠٦ - مختصره)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٧٠/ ٢٧٣).
من طريق: إبراهيم بن حمزة: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، قال: دخلت ابنة عبد الله بن زيد. . .
وقد صححها الحاكم، وصحح إسنادها إلى عبيد الله بن عمر: الحافظ في الإصابة (٤/ ٩٧)، وفي التهذيب (٢/ ٣٣٩).
قلت: أنى لهذا الإسناد بالصحة، وراويه عن عبيد الله بن عمر العمري: عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وهو: صدوق، إلا أن حديثه عن عبيد الله بن عمر: منكر، وربما قلب حديث عبد الله بن عمر [وهو: ضعيف] يرويه عن عبيد الله بن عمر [انظر: التهذيب (٢/ ٥٩٣)].
وحضور عبيد الله بن عمر لهذه الواقعة فيه نظر، قال ابن دقيق العيد في الإمام: "والذي يظهر أن في هذه الرواية أيضًا إرسالًا؛ فإن أبا عثمان عبيد الله بن عمر ليس في طبقة من يروي عن عمر بن عبد العزيز مشافهةً ولقاءًا" [نصب الراية (١/ ٢٩٣)، الجوهر النقي (١/ ٤٢١ - حاشية السنن الكبرى للبيهقي)]، وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ١٩٩): "وفي صحة هذا نظر؛ فإن عبيد الله بن عمر لم يدرك هذه القصة،. . .، ولو صح ما تقدم للزم أن تكون بنت عبد الله بن زيد صحابية".
قال ابن عساكر معقبًا على هذه القصة: "كذا قال، ولا أعلم عبد الله قتل يوم أحد؛ بل توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ولا أعلم له بنتًا غير أم حميد بنت عبد الله، وأمها من أهل اليمن، فالله أعلم أهي هي؟ أم غيرها؟ أو بنت ابن له؟ وذلك أشبه بالصواب".
قلت: وتأريخ وفاته بسنة اثنتين وثلاثين، هو المشهور عند المؤرخين، أرخه بها: الواقدي، وابن سعد، وابن أبي عاصم، وابن حبان، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وغيرهم [الطبقات الكبرى (٣/ ٥٣٦)، الآحاد والمثاني (٣/ ٤٧٥). الثقات (٢/ ٢٥٤)، معرفة الصحابة (٣/ ١٦٥٣)، الاستيعاب (١٣٧٩)، تاريخ دمشق (٧٠/ ٢٧٣)، وغيرها]، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتوفي وهو ابن أربع وستين، وصلى عليه عثمان بن عفان، وعزا أبو نعيم هذا القول للزهري، ولم أره في التاريخ الأوسط فيمن كان في خلافة عثمان، وإنما ذكره البخاري في عصر من بين الستين إلى السبعين (٢/ ٨١٣/ ٦٥٧)، لكنه في ترجمته في التاريخ الكبير (٥/ ١٢) ذكر ما يدل على أنه شهد حجة الوداع مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فقد روى أبان بن يزيد العطار: ثنا يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة حدثه، أن محمد بن عبد الله بن زيد حدثه، أن أباه شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - عند المنحر، هو ورجل من

الصفحة 532