كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وحديثًا عن شيبة بن الأحنف: رواه ابن عساكر في تاريخه (٢٣/ ٢٤٦).
وذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٣٣٧) هشامًا هذا فيمن روى عن شيبة بن الأحنف، وتبعه المزي في التهذيب (٢٧٧٣)، وابن حجر في تهذيبه (٢/ ١٨٥).
وروى أيضًا أثرًا عن حميد بن زياد اليمامي: ذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ١٩١) في ترجمة حميد بن زياد.
ولم أر أحدًا ترجم لأبي عبد الله صاحب الصدقة هذا.
والحاصل: أن أبا عبد الله هذا: قليل الرواية جدًّا، ولم يرو عنه سوى موسى بن إسماعيل المنقري؛ فهو: مجهول.
وقد وهِم في متن هذا الحديث في ثلاثة مواضع: الأول: في جعل الإقامة مثنى مثنى مثل الأذان في أذان بلال، والثاني: بجعل أبي بكر الصديق هو الذي وافق عبد الله بن زيد في رؤياه الأذان، وإنما هو عمر، والثالث: أنه جعل عبد الله بن زيد مسبوقًا بقص الرؤيا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو السابق.
فإن قيل: تابعه عليه أبو حنيفة، فرواه عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه: أن رجلًا من الأنصار مر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو حزين. . . فذكر الحديث.
أخرجه أبو يوسف في الآثار (٨٥)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٢٩٣/ ٢٠٢٠)، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (١٤٨).
قال الطبراني: "لم يروه عن علقمة بن مرثد إلا أبو حنيفة".
وقال أبو نعيم: "تفرد به أبو حنيفة عن علقمة".
قلت: أبو حنيفة النعمان بن ثابت الإمام: ضعيف في الحديث، ولم يتفرد به، بل تابعه هذا المجهول صاحب الصدقة، فلم يعمل شيئًا، ولا يصح هذا من حديث علقمة بن مرثد، ولا من حديث سليمان بن بريدة، ولا من حديث بريدة بن الحصيب، والله أعلم.
***
٥٠٠ - . . . الحارث بن عُبَيْد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي مَحْذُورة، عن أبيه، عن جده، قال: قلتُ: يا رسول اللَّه! عَلِّمْني سُنَّةَ الأذان، قال: فمسحَ مُقَدَّمَ رأسي، وقال: "تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، ترفعُ بها صوتَك، ثم تقولُ: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ اللَّه، تخفض بها صوتك، ثم ترفع صوتك بالشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ اللَّه، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح،

الصفحة 537