كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

ومعقل بن عبيد الله، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي، والنعمان بن راشد، وأبو أويس، وعبد الرحمن بن إسحاق، والوليد بن محمَّد الموقري [متروك] (١٨).
وخالفهم الإمام مالك بن أنس: فرواه عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، أنه قال: كنا نصلي العصر، ثم يذهب الذاهب إلى قباء، فيأتيهم والشمس مرتفعة.
[الموطأ. البخاري (٥٥١)، مسلم (٦٢١/ ١٩٣)، أبو عوانة (١٠٣٣)، المستخرج (١٣٨٨)، النسائي (٥٠٦)، البزار (٦٢٩٢)، السراج (١٠٤٩) (١٦٢٨)، الأوسط (١٠١٩)، شرح المعاني. الجوهري. الدارقطني. البيهقي. شرح السنة].
قال الحافظ بن رجب في الفتح (٣/ ١٠٣): "وقد خالفهم فيه من وجهين:
أحدهما: أنه لم يذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -[قلت: كذا هو في جميع روايات الموطأ، لكن في رواية عبد الله بن المبارك عن مالك خارج الموطأ: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي العصر"، وقرن فيه إسحاق بن عبد الله مع الزهريّ. عند: النسائي] , وذكره أصحاب الزهريّ ..... ،
والوجه الثاني: أن مالكًا قال في روايته: "ثم يذهب الذاهب إلى قباء"، كذا رواه أصحابه عنه، وكذا هو في الموطأ، وخالفه سائر أصحاب الزهريّ، فقالوا: "إلى العوالي".
وقد رواه خالد بن مخلد عن مالك، فقال فيه: "العوالي" [أسنده ابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٧٨) وقال: هكذا رواه خالد بن مخلد، عن مالك، وسائر رواة الموطأ قالوا: قباء] وليس هو بمحفوظ عن مالك" انتهى كلام الحافظ ابن رجب، وما بين المعكوفين مما زدته عليه.
وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٣٦): "فرواية خالد بن مخلد عنه شاذة".
وقال الجوهري في مسند الموطأ (١٢٣) بعد حديث مالك: "ثم أخبرنا حمزة بن محمَّد قال: قال أبو عبد الرحمن [يعني: النسائي]: لا أعلم أن أحدًا من أصحاب الزهريّ تابع مالكًا على قوله: "إلى قباء".
ورواه ابن عبد البر (٣/ ٧٨) من وجه آخر عن النسائي، قال: "لم يتابع مالكًا أحدٌ على قوله في حديث الزهريّ عن أنس: "إلى قباء"، والمعروف فيه: "إلى العوالي"
ونقله ابن رجب في الفتح (٣/ ١٠٤)، وانظر: هدي الساري (٣٧٠).
وقال الدارقطني في "الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس" (١٦): "وأسنده عنه ابن المبارك وغيره في غير الموطأ.
وخالف مالكًا أصحابُ الزهريّ في قوله: "إلى قباء"، فرفعوه كلهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا فيه: "فيذهب الذاهب إلى العوالي"، ولم يقل أحد منهم: "إلى قباء"، منهم: صالح بن كيسان، وعمرو بن الحارث، وشعيب، ويونس، وعقيل، ومعمر، والليث بن سعد، وابن أبي ذئب، وإبراهيم بن أبي عبلة، وابن أخي الزهريّ، والنعمان بن راشد، وأبو أويس، وعبد الرحمن بن إسحاق".

الصفحة 56