كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

فالحديث قد رواه عن ابن أبي ذئب جماعة من ثقات أصحابه، وأهل بلده المدنيين، منهم: محمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي البصري الحافظ، وحماد بن خالد الخياط، بصري نزل بغداد، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو القيسي، وعبيد الله بن موسى العبسي الكوفي، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي البصري؛ قالوا: "إلى العوالي".
فهؤلاء ستة من الثقات، وروايتهم هي الصواب، لا سيما وهي موافقة لرواية الجماعة عن الزهريّ، ولما جزم به الأئمة من تفرد مالك بقوله: "إلى قباء"، وأن ابن أبي ذئب رواه عن الزهريّ كالجماعة: "إلى العوالي".
ومما لا يعول عليه أيضًا: ما رواه الواقدي عن معمر عن الزهريّ به، فقال: "قباء" بدل "العوالي" [ابن البختري].
وهذا أيضًا لا شيء، الواقدي: متروك، قال ابن رجب في الفتح (٣/ ١٠٥): "وهذا لا يلتفت إليه".
***
٤٠٥ - . . . معمر، عن الزهريّ، قال: والعوالي على ميلين، أو ثلاثة، قال: وأحسبه قال: وأربعة.
• مقطوع على الزهري قوله: بإسناد صحيح.
رواه عبد الرزاق (٢٠٦٩)، وعنه: أحمد (٣/ ١٦١)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٠٤٨)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٦٢٧)، والطحاوي (١/ ١٩٠)، والمحاملي في الأمالي (٢٩٧)، والبيهقي (١/ ٤٤٠)، وابن الجوزي في التحقيق (٣٣٩).
رواه عن معمر: ابن المبارك وعبد الرزاق.
وهذا مقطوع على الزهريّ قوله؛ بإسناد صحيح.
وأبو داود بصنيعه هذا ينبه على إدراج قول الزهريّ هذا في حديث أنس المتقدم، فجعله بعضهم قول أنس، وفصله معمر فرواه عن الزهريّ، قال: أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي العصر؛ فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة. قال الزهريّ: والعوالي على ميلين أو ثلاثة -قال: وأحسبه قال: وأربعة-.
هكذا رواه معمر عن الزهريّ ففصل قول الزهريّ من قول أنس.
وأدرجه فيه:
١ - شعيب بن أبي حمزة: رواه عن الزهريّ، قال: حدثني أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي، فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه.

الصفحة 58