كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

قال الدارقطني بعد حديث الأوزاعي -المعروف المتفق على صحته-: "أبو النجاشي هذا اسمه: عطاء بن صهيب: ثقة مشهور، صحب رافع بن خديج ست سنين، وروي عنه عكرمة بن عمار، والأوزاعي، وأيوب بن عتبة، وغيرهم، وحديثه عن رافع بن خديج أولي من حديث عبد الواحد عن ابن رافع، والله أعلم".
وقال البيهقي في السنن (١/ ٤٤٢ - ٤٤٣)، وبنحوه في المعرفة (١/ ٤٦١): "وهذه الرواية الصحيحة عن رافع بن خديج: تدل على خطأ ما رواه عبد الواحد أو عبد الحميد بن نافع، أو نفيع الكلابي، عن ابن رافع بن خديج، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرهم بتأخير العصر.
وهو مختلف في اسمه، واسم أبيه، واختلف عليه في اسم ابن رافع، فقيل فيه: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، قال البخاري: لا يتابع عليه، واحتج على خطئه بحديث أبي النجاشي عن رافع، وقال أبو الحسن الدارقطني فيما أخبرنا أبو بكر بن الحارث عنه: هذا حديث ضعيف الإسناد، والصحيح عن رافع وغيره: ضد هذا".
قلت: حديث عبد الواحد هذا: حديث منكر، اضطرب فيه عبد الواحد هذا، واختلف في اسمه، واسم أبيه، واسم ابن رافع.
عبد الواحد بن نافع -أو: ابن نفيع، أو: ابن الرماح- أبو الرماح الكلاعي -أو: الكلابي- من أهل البصرة، قال: مررت بمسجد بالمدينة فأقيمت الصلاة، فإذا شيخ، فلام المؤذن، وقال: أما عدمت أن أبي أخبرني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بتأخير هذه الصلاة [بتأخير العصر]؟ قال: قلت: من هذا الشيخ؟ قالوا: عبد الله بن رافع بن خديج.
وفي رواية: ثنا عبد الرحمن بن رافع بن خديج، وأذن مؤذن بصلاة العصر، فكأنه عجلها، فلامه، قال: ويحك أخبرني أبي، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرهم بتأخير العصر.
رواته عن عبد الواحد هذا كلهم ثقات، مثل: أبي سلمة موسى بن إسماعيل، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وحرمي بن عمارة، وغيرهم.
أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (١١٤٣ و ١١٤٤ و ١١٤٥)، وفي التاريخ الكبير (٥/ ٨٩) و (٦/ ٦١)، وأحمد (٣/ ٤٦٣) و (٤/ ١٤٢)، والدولابي في الكني (٢/ ٥٥٠/ ٩٩١)، وابن حبان في المجروحين (٢/ ١٥٤)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٣٠٠)، والطبراني في الكبير (٤/ ٢٦٧/ ٤٣٧٦)، والدارقطني (١/ ٢٥١)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (١/ ٩٦)، والجوزقاني في الأباطيل والمناكير (٢/ ٤٠/ ٤٠٨)، وابن الجوزي في التحقيق (٣٤٣)، وفي العلل المتناهية (١/ ٣٨٧/ ٦٥٠).
قال البخاري في الأوسط: "وعبد الواحد: لم يتبين أمره، ويروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه: أنه كان يعجل العصر".

الصفحة 67