كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وقال في الكبير: "ولا يتابع عليه"، ثم أسند حديث الأوزاعي، عن أبي النجاشي، ثم قال: "وهذا أصح".
وقال الترمذي في الجامع (١٥٩) بعد حديث أبي النجاشي: "ويروي عن رافع أيضًا، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: في تأخير العصر، ولا يصح".
وقال ابن حبان في المجروحين في ترجمة عبد الواحد بن نافع: "شيخ يروي عن أهل الحجاز: المقلوبات، وعن أهل الشام: الموضوعات، لا يحل ذكره في الكتب إلى على سبيل القدح فيه"، ثم أسند له هذا الحديث.
وقال ابن عدي: "وهذا هو معروف بأبي الرماح هذا، وبهذا الإسناد، وما أظن لأبي الرماح غير هذا الحديث إلا شيء يسير".
وقال الدارقطني: "ابن رافع هذا: ليس بقوي"، ثم قال: "وهذا حديث ضعيف الإسناد، من جهة عبد الواحد هذا، لأنه لم يروه عن ابن رافع بن خديج غيره، وقد اختلف في اسم ابن رافع هذا، ولا يصح هذا الحديث عن رافع، ولا عن غيره من الصحابة، والصحيح عن رافع بن خديج وعن غير واحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: ضد هذا، وهو التعجيل بصلاة العصر، والتبكير بها".
وقال الجوزقاني: "هذا حديث منكر؛ ضعيف الإسناد من جهة عبد الواحد.
فقال ابن حبان: وهو شيخ ضعيف، يروي عن أهل الحجاز المقلوبات، وعن أهل الشام الموضوعات، لا يحل ذكره في الكتب إلى على سبيل الطعن فيه.
ولا يصح هذا الحديث عن رافع، ولا عن غيره من الصحابة".
وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٣/ ٣٤١/ ١٠٨٦): "وعلته: عبد الواحد بن نافع أبو الرماح، فإنه مجهول الحال، مختلف في حديثه".
وانظر: الأحكام الوسطي (١/ ٢٥٦)، اللسان (٤/ ٤٧٦) و (٥/ ٢٨٩)، تعجيل المنفعة (٦٧٥).
• وله إسناد آخر، ولا يصح أيضًا:
يرويه حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن عمرو الأسلمي، عن عبد العزيز بن عقبة بن سلمة بن الأكوع، قال: صليت مع عبد الله بن رافع بن خديج العصر، وهو بالضرية، قال: فأهل البادية يؤخرون العصر، فأخرها هو، قال: فقلت له: لقد أخرت هذه الصلاة! فقال بيديه وحركهما: ما لي وللبدع، مرتين أو ثلاثًا، هذه صلاة آبائي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٨٨ - ٨٩)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (٣/ ١٣).
قال البخاري: "لا يتابع عليه"، يعني: عبد الله بن رافع، وقال في ترجمة عبد العزيز بن عقبة: "لا يصح حديثه، منقطع" [التاريخ الكبير (٦/ ٢٣)].
وقال العقيلي بعد أن أورد هذا الحديث في ترجمة عبد العزيز بن عقبة: "ولا يتابع عليه، والرواية في تأخير فيها لين".

الصفحة 68