كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

وهذا إسناد جيد؛ رجاله مدنيون ثقات؛ غير عمرو بن رافع، مولى عمر بن الخطاب، قد سمع حفصة، وروي عنه أربعة من ثقات ومشاهير التابعين: أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع مولى ابن عمر، وزيد بن أسلم، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: "مدني تابعي ثقة"، وقد اختلف في اسمه، فقيل: عمر، وفي اسم أبيه، فقيل: نافع، ولا يصح ذلك، وإنما هو عمر بن رافع، كما قال البخاري [التاريخ الكبير (٦/ ٣٣٠)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٣٢)، الثقات (٥/ ١٧٦ و ١٧٨)، معرفة الثقات (١٣٧٩)، طبقات ابن سعد (٥/ ٢٩٩)، مشارق الأنوار (٢/ ١١٤)، التهذيب (٣/ ٢٧٠)].
ورواية مالك له في موطئه مما يرفع من حاله، فإنه لا يروي إلا عمن هو ثقة عنده، وهو الحكم في أهل المدينة.
• وقد تابع هشام بن سعد على رفع هذا الحديث:
سعيد بن أبي هلال [وهو صدوق، مصري، نشأ بالمدينة]، فرواه عن زيد بن أسلم: أن عمرو بن رافع قال: أمرتني حفصة فكتبت لها مصحفًا، فقالت: إذا بلغت آية الصلاة فأخبرني، فلما بلغت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨] قالت: "وصلاة العصر" أشهد أني سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (٢٩٢)، وابن جرير في تفسيره (٢/ ٥٧٨/ ٥٤٦٨). من طرق عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد به.
وإسناده إلى ابن أبي هلال: إسناد مصري صحيح، وخالد هو الجمحي، ويقال: السكسكي، أبو عبد الرحيم المصري: فقيه ثقة.
٢ - محمد بن عمرو، قال: حدثني أبو سلمة، عن عمرو بن رافع مولى عمر، قال: كان مكتوبًا في مصحف حفصة: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين".
أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢/ ٥٧٨/ ٢/ ٥٤٦٧)، وهذا لفظه. وابن أبي داود في المصاحف (٢٤٤)، وفيه قصة، وقال في الإسناد: "أخبرني عمرو بن نافع"، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ١٧٣)، وقال في المتن: "وهي صلاة العصر".
ورواية الطبري أقربها إلى الصواب.
وهذا إسناد مدني حسن.
٣ - عثمان بن عمر، قال: حدثنا أبو عامر [الخزاز]، عن عبد الرحمن بن قيس، عن ابن أبي رافع، عن أبيه -وكان مولى حفصة-، قال: استكتبتني حفصة مصحفًا، وقالت: إذا أتيت على هذه الآية فأعلمني حتى أمليها عليك كما أقرئتها، فلما أتيت على هذه الآية: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨] أتيتها فقالت: اكتب: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر".
فلقيت أبي بن كعب -أو: زيد بن ثابت- فقلت: يا أبا المنذر! إن حفصة قالت كذا

الصفحة 79