كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (٢٩٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٤٤/ ٨٥٩٩)، وابن جرير (٢/ ٥٧١/ ٥٤٠٨).
وإسناده ضعيف.
عبد الله بن يزيد الأزدي، أو الأودي: لا يعرف روي عنه سوي أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، فهو في عداد المجاهيل [التاريخ الكبير (٥/ ٢٢٩)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٠٠)، الثقات (٧/ ٥٨)].
ثم هو: مرسل، قاله البخاري في تاريخه.
• وأما حديث أم سلمة:
فيرويه داود بن قيس: أنه سمع عبد الله بن رافع، يقول: أمرتني أم سلمة أن أكتب لها مصحفًا، وقالت: إذا بلغت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨] فأخبرني، فأخبرتها، فقالت: اكتب: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين".
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٥٧٩/ ٢٢٠٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٤٤/ ٨٦٠٠)، وابن جرير (٢/ ٥٧١/ ٥٤٠١)، وابن أبي داود في المصاحف (٢٤٦ - ٢٤٨).
وهذا إسناد مدني صحيح، رجاله رجال مسلم، وله حكم الرفع، ومثله لا يقال من قبل الرأي، وما كان لأم المؤمنين أن تزيد في المصحف ما ليس منه؛ ولو على جهة التفسير، والله أعلم.
• وله إسناد آخر غريب غريب:
يرويه إسحاق بن إبراهيم [المعروف بشاذان: صدوق، له مناكير وغرائب. اللسان (٢/ ٣٣)]، قال: حدثنا سعد بن الصلت [هو جد شاذان لأمه، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٨٦)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ٣٧٨)، وقال: "ربما أغرب"، وقال الذهبي في السير (٩/ ٣١٧): "هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحًا"، قلت: هو كثير التفرد عن المشاهير، وله مناكير وغرائب]، قال: حدثنا عمرو بن ميمون بن مهران الجزري، عن أبيه، قال: قالت أم سلمة لكاتب يكتب لها مصحفًا: إذا كتبت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} فاكتبها: العصر.
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (٢٤٩)، قال: حدثنا إسحاق به.
وهو حديث غريب.
• والحاصل: أن هذا الحديث صحيح ثابت من حديث عائشة، وحفصة، وأم سلمة.
وهذا الحديث من أقوى ما استدلوا به على أن الصلاة الوسطى ليست هي العصر، من أجل عطفها عليها بالواو التي تقتضي المغايرة.
فيقال: إن العطف بالواو يقتضي مغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه، مع اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في الحكم الذي ذُكر لهما، والمغايرة على مراتب:

الصفحة 82