كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

(٣/ ٣٤٥)]، فرواه عن ابن أبي ذئب، عن زبرقان، عن زهرة، عن أسامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر بالهجبر.
أخرجه الطبراني من الكبير (١/ ١٦٧/ ٤٠٨).
ج- وخالفهم: عثمان بن عثمان الغطفاني [أبو عمرو القاضي البصري: صدوق يهم، قال فيه البخاري: "مضطرب الحديث"، التهذيب (٣/ ٧١)]، قال: أنبأنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: كنت في قوم اختلفوا في صلاة الوسطى، وأنا أصغر القوم، قال: فبعثوني إلى زيد بن ثابت لأساله عن صلاة الوسطى، فأتيته فسألته، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة، والناس في قائلتهم وأسواقهم، فلم يكن يصلي وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا الصف والصفان، فأنزل الله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨)} [البقرة: ٢٣٨]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لينتهين أقوام، أو لأحرقن بيوتهم".
أخرجه النسائي في الكبري (١/ ٢٢١/ ٣٦٠)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٢١/ ٤٨٠٨).
قال النسائي: "هذا خطأ، والصواب: ابن أبي ذئب، عن الزبرقان بن عمرو بن أمية، عن زيد بن ثابت، وأسامة بن زيد".
قد روى ابن ماجه في سننه (٧٩٥)، قال: حدثنا عثمان بن إسماعيل الهذلي الدمشقي: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن الزبرقان بن عمرو الضمري، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لينتهين رجال عن ترك الجماعة، أو لأحرقن بيوتهم".
فهذا وإن كان مختصرًا من حديث الجماعة، عن ابن أبي ذئب، إلا أن في ثبوته عن الوليد بن مسلم نظر، ذلك أن شيخ ابن ماجه: عثمان بن إسماعيل بن عمران الهذلي، أبو محمد الدمشقي، روى عنه جماعة [عددت منهم اثنا عشر رجلًا]، وترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٨/ ٣١٧)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال عنه البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ١٠١): "لا يعرف حاله"، وفي موضع آخر (٤/ ٢٣٥): "لم أر من جرحه، ولا من وثقه" [انظر: التهذيب (٣/ ٥٦)، تاريخ الإسلام (١٨/ ٣٤٨)].
فهو غريب من حديث الوليد بن مسلم.
والمحفوظ عن ابن أبي ذئب في هذا الحديث هو: ما رواه عنه جماعة الحفاظ -كما قال النسائي-:
عن ابن أبي ذئب: حدثني الزبرقان بن عمرو بن أمية، عن زيد بن ثابت: قوله في الصلاة الوسطى: أنها الظهر.
وعن أسامة بن زيد: قوله في الصلاة الوسطى: أنها الظهر، وفي نزول الآية في هذا المعنى.
وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الظهر بالهاجرة.

الصفحة 86