كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

بالأعراف، قال الدارقطني: "والصحيح من هذا الحديث: زيد بن ثابت، ولم يسمعه عروة منه، إنما سمعه من مروان، عن زيد بن ثابت، بين ذلك ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عروة، قال: أخبرني مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت".
قلت: فهذا غايته نفي سماع عروة من زيد لهذا الحديث على وجه الخصوص، لهذه القرينة، وهي أن عروة يدخل فيه مروان بن الحكم بينه وبين زيد، وهذا الحديث في صحيح البخاري (٧٦٤).
وفي صحيح البخاري (٢١٩٣) حديث آخر لعروة يدخل فيه سهل بن أبي حثمة بينه وبين زيد.
وهذا أيضًا لا يطعن في لقاء عروة زيد بن ثابت وسماعه منه، ولكنه يصدق قول ابن المديني: "وعروة بن الزبير: روى عن زيد بن ثابت، وروى عمن روى عنه".
فإن قيل: فما السر في قلة رواية عروة عن زيد؟
فيقال: كان عروة كثير الدخول على خالته عائشة أم المؤمنين، وهي أعلم من زيد بن ثابت، فأنى له أن ينشغل عنها بزيد، وهذا أيضًا لا يمنع جلوسه إلى زيد بن ثابت، وتلقيه العلم عنه، والله أعلم [وانظر: تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٤٨)، السير (٤/ ٤٢٤)].
وأما سماع عروة بن الزبير من أسامة بن زيد فثابت في الصحيحين [انظر: تحفة الأشراف (١/ ٥٢/ ١٠٤ - ١٠٦)].
وفي النهاية فإن هذا الحديث لا يعدو كونه اجتهاد صحابي في بيان سبب نزول الآية، والذي لا يعارض بمثله النص النبوي الصريح: "شغلونا عن الصلاة الوسطى: صلاة العصر"، والله أعلم.
***
٤١٢ - . . . معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك، ومن أدرك من الفجر ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك".
• حديث صحيح، متفق عليه من حديث أبي هريرة
أخرجه مسلم (٦٠٨/ ١٦٥)، وأبو عوانة (١/ ٣١٠ و ٣١٠ - ٣١١/ ١١٠١ و ١١٠٢)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢٠٦/ ١٣٥٨)، والنسائي (١/ ٢٥٧/ ٥١٤)، وابن خزيمة (٢/ ٩٢/ ٩٨٤)، وابن حبان (٤/ ٤٥١ و ٤٥٣/ ١٥٨٢ و ١٥٨٥)، وأحمد (٢/ ٢٨٢)، وعبد الرزاق (١/ ٥٨٥/ ٢٢٢٧) [وفي سنده ومتنه سقط]. وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (١٥٠)، والبزار (١٤/ ١١٧/ ٧٦١٢)، وأبو يعلى (١٠/ ٢٩٨/ ٥٨٩٣)، وأبو العباس السراج في مسنده (٩٣٧)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (١٢٠٦)، والبيهقي (١/ ٣٦٨)، والخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ٤٥٥).

الصفحة 89