كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

هكذا رواه عبد الله بن المبارك عن معمر، بلفظ: "من العصر ركعة" على الإفراد.
ورواه عبد الرزاق، عن معمر، واختلف عليه في الإفراد والتثنية، ورواية الإفراد أرجح فإن راويها عنه هو الإمام الحافظ الحجة: إسحاق بن راهويه، وهو من قدماء أصحاب عبد الرزاق ممن سمع منه قبل أن يعمى، وتابعه غيره.
ورواه رباح بن زيد القرشي مولاهم، الصنعاني: وهو ثقة فاضل، له علم بحديث معمر، رواه عنه بالإفراد.
ورواه معتمر بن سليمان التميمي البصري [ثقة]، عن معمر بالتثنية: "من أدرك ركعتين من صلاة العصر".
هكذا رواه عن معتمر ثقات أصحابه، ورواه عبد الأعلى بن حماد النرسي -وهو: لا بأس به- بالإفراد، كما عن أبي يعلى، ومعلوم أن سماع أهل البصرة من معمر -حين قدم عليهم- فيه اضطراب، لأن كتبه لم تكن معه [شرح علل الترمذي (٢/ ٧٦٧)].
وأثبت أصحاب معمر: ابن المبارك، وعبد الرزاق وتابعهما: رباح بن زيد. رووه عنه بالإفراد، وهو الصحيح. ولذلك فإن مسلمًا اختار لصحيحه رواية ابن المبارك، ثم أتبعها بإسناد المعتمر من طريق عبد الأعلى بن حماد عنه به، ولم يسق لفظه.
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا معمر، وأسنده عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن أبي هريرة، وقد رُوي هذا الكلام عن أبي هريرة من وجوه".
قلت: لا يضره تفرد معمر به، فهو من أثبت الناس في ابن طاوس.
• ولحديث أبي هريرة هذا طرق كثيرة منها ما رواه:
١ - مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، وعن بسر بن سعيد، وعن الأعرج، كلهم يحدثه، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر".
أخرجه مالك في الموطأ (٥)، ومن طريقه: البخاري (٥٧٩)، ومسلم (٦٠٨)، وأبو عوانة (١/ ٢٩٩/ ١٠٥٤)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢٠٥/ ١٣٥٥)، والترمذي (١٨٦) وقال: "حسن صحيح"، والنسائي (١/ ٢٥٧ - ٢٥٨/ ٥١٧)، والدارمي (١/ ٣٠٢/ ١٢٢٢)، وابن خزيمة (٢/ ٩٣/ ٩٨٥)، وابن حبان (٤/ ٤٢٣ و ٤٥١/ ١٥٥٧ و ١٥٨٣)، وأحمد (٢/ ٤٦٢)، والشافعي في الرسالة (١/ ١٤٧/ ١٠٦ - الأم)، وفي الأم (٢/ ١٦١/ ١٤٠)، وفي اختلاف مالك (٨/ ٥١٥/ ٣٦٠٨ - الأم)، وفي السنن (١/ ١٧٨/ ١٠٩)، وفي المسند (٢٧)، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (٢/ ٧٢٧/ ٢٣٣٠)، والبزار (١٥/ ٢٥ و ٢٤٨ و ٣٤٢/ ٨٢١١ و ٨٧٠٥ و ٨٩٠٥)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (١/ ٤٥٧/ ١٧١)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٤٨/ ٩٨١)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ١٥١)، وفي أحكام القرآن (١/ ١٧٣/ ٢٩١)، والجوهري في مسند الموطأ (٣٤١)، وابن جميع الصيداوي في معجم

الصفحة 90