كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 5)

"من صلى من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس لم تفته الصلاة، ومن صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس لم تفته الصلاة"
أخرجه ابن حبان (٤/ ٣٥٠/ ١٤٨٤)، والطيالسي (٤/ ١٣٥/ ٢٥٠٣).
ورواية أهل العراق، عن زهير بن محمد مستقيمة، وهذا منها، فقد رواه عنه أبو عامر العقدي، وأبو داود الطيالسي وهما بصريان، قال أحمد في رواية الأثرم عنه: "أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة، عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر، أحاديث مستقيمة صحاح" [شرح العلل (٢/ ٧٧٧)، التهذيب (١/ ٦٣٩)].
• تنبيه: وقع شك في رواية أبي داود الطيالسي فقال: "من أدرك من العصر ركعتين -أو: ركعة-" وهذا عندي من أبي داود نفسه، ومن حفظ ولم يشك أولى ممن لم يحفظ وشك.
ورواية زهير بن محمد هذه تؤكد أن ذكر موسى بن عقبة في هذا الإسناد إنما هو وهم محض.
• ورواه هشام بن سعد واختلف عليه:
أ- فرواه موسى بن أبي علقمة الفروي [مجهول. التقريب (٦١٨)]، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، وأبي حازم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وعن زيد بن أسلم، وأبي حازم، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.
أخرجه البزار (١٥/ ٣٤٨/ ٨٩١٨)، وذكره الدارقطني في العلل (١٠/ ٣٢٠)، وقُرن عنده بسر بن سعيد مع الأعرج ولم يذكر معهما أبا حازم.
ب- وخالفه: ابن أبي فديك [مدني، صدوق]، فرواه عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن الأعرج، وبسر بن سعيد، وأبي صالح، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
ذكره الدارقطني في العلل (١٠/ ٣٢١).
وهذا هو المحفوظ عن هشام بن سعد، وذِكرُ أبي حازم وعطاء بن يسار في إسناده وهم.
وعليه يكون هشام بن سعد متابعًا لحفص بن ميسرة وزهير بن محمد في إسناد هذا الحديث عن زيد بن أسلم.
• تنبيه: تفرد بهذا الحديث من لا يحتمل منه التفرد عن روح بن القاسم، وأبهم من عدا الأعرج.
فقد رواه محمد بن ثابت العبدي [ليس بالقوي، تفرد بأحاديث أُنكرت عليه. التهذيب
(٣/ ٥٢٦)، وتقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (١٦)]، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن الأعرج، وفلان، يشهدان على أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك ركعة من صلاة الفجر قبل أن تطلع الشمس لم تفته، ومن أدرك ركعة من صلاة العصر قبل أن تغيب الشمس لم تفته".

الصفحة 93