كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 6)

وعمرو بن هاشم البيروتي هذا مما لا يحتمل هذا التفرد، مشاه ابن عدي فقال: "ليس به بأس"، وليَّنه غيره، فقال فيه ابن وارة: "كتبت عنه، وكان قليل الحديث، ليس بذاك، كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعي"، وقال العقيلي: "مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه"، وله أحاديث أُنكرت عليه [انظر: التهذيب (٣/ ٣٠٩)، الميزان (٣/ ٢٩٠)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٦٨)، علل ابن أبي حاتم (٢/ ٩٤/ ١٧٧٥)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٢٩٤)، تاريخ دمشق (٤٦/ ٤٥١)].
وشيخ الطبراني: ضعفه النسائي، وقال الذهبي: "حمله الناس، وهو مقارب الحال" [الميزان (١/ ٣٤٦)، اللسان (٢/ ٣٤٤)، تاريخ دمشق (١٠/ ٣٧٩)، السير (١٣/ ٤٢٥)].
وعلى هذا لا تثبت هذه المتابعة عن ابن أبي عروبة.
• خالف همامًا في سياقه، فلم يذكر الإقامة، ولا العدد:
١ - هشام الدستوائي، عن عامر الأحول، عن مكحول، عن عبد الله بن محيريز، عن أبي محذورة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علَّمه هذا الأذان: "الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يعود فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
أخرجه مسلم (٣٧٩)، وأبو عوانة (١/ ٢٧٥ - ٢٧٦/ ٩٦٤)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤/ ٨٣٥)، والنسائي في المجتبى (٢/ ٥/ ٦٣١)، وفي الكبرى (٢/ ٢٣٣/ ١٦٠٧)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٧١/ ٦٧٢٩)، وفي الأوسط (٢/ ١٨٤/ ١٦٦٠)، وفي مسند الشاميين (٣/ ٢٣٧/ ٢١٦١) و (٤/ ٣٦٠/ ٣٥٥٨)، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (٣٤)، والدارقطني (١/ ٢٤٣ - ٢٤٤)، والبيهقي في السنن (١/ ٣٩٢)، وفي المعرفة (١/ ٤٢٥/ ٥٥٨).
• تنبيه: وقع عند مسلم -في أكثر النسخ- التكبير في أول الأذان مثنى فقط، قال القاضي عياض في المشارق (٢/ ٤٠١): "وفي الأذان في حديث أبي محذورة: ذكر التكبير أولًا مرتين عند جميعهم، وعند الفارسي من بعض طرقه أربعًا، وهو أكثر الروايات عن أبي محذورة، ومقتضى قوله: علمني النبي - صلى الله عليه وسلم - الأذان تسع عشرة كلمة".
وقال ابن القطان في بيان الوهم (٥/ ٦٠١ و ٦٠٢): "وقد يقع في بعض روايات كتاب مسلم هذا الحديث مربعًا فيه التكبير، وهي التي ينبغي أن تُعدَّ فيه صحيحة".
وقال أيضًا (٥/ ٦٨٢): "والتربيع فيه صحيح" يعني: في هذا الحديث.
وقال النووي في المجموع (٣/ ٩٩) في تربيع التكبير: "وإسناده صحيح".
قلت: قد صح تربيع التكبير خارج صحيح مسلم، من طرق صحيحة لا مطعن فيها، وأحدها أحد طريقي مسلم نفسه، إذ أخرجه مسلم من طريقين، أحدهما: عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن معاذ بن هشام، عن أبيه به، وقد رواه النسائي وغيره عن إسحاق به

الصفحة 11