كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 6)

لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حُنَيْن، خرجت عاشرَ عشرةٍ من أهل مكة؛ نطلبهم، فسمعناهم يؤذِّنون بالصلاة، فقمنا نُؤَذِّنُ نستهزئ بهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد سمعتُ في هؤلاء تأذينَ إنسانٍ حسنِ الصوت" فأرسل إلينا، فأذَّنَّا رجلًا رجلًا، وكنتُ آخرَهم، فقال حين أَذَّنْتُ: "تعال"، فأجلسني بين يديه، فمسح على ناصيتي، وبَرَّك عليَّ ثلاث مرات، ثم قال: "اذهبْ، فأَذِّنْ عند البيت الحرام"، قلت: كيف يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فعلَّمني كما تؤذنون الآن بها: "الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر.
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح.
الصلاة خيرٌ من النوم، الصلاة خيرٌ من النوم، في الأولى من الصبح.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
قال: وعلَّمني الإقامة مرَّتين: "الله أكبر الله أكبر.
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح.
قد قامتِ الصلاة، قد قامتِ الصلاة.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
قال ابن جريج: أخبرني عثمان هذا الخبر كلَّه، عن أبيه، وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة، أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة.
• تابع حجاجًا على هذا اللفظ: أبو قرة، وروح بن عبادة، غير أن ابن عبادة ذكر التكبير في أول الأذان مرتين فقط، ولم يقرن السائب بأم عبد الملك [هذا هو المحفوظ في رواية هؤلاء، ولم أتعرض لذكر الأوهام الواقعة ممن هو دونهم]، ووقع التكبير في رواية البرساني مرتين فقط أيضًا.
والمحفوظ في هذا الحديث تربيع التكبير، كما رواه الحفاظ عن ابن جريج، وكذلك ذكر ألفاظ الإقامة مفصلة مرتين مرتين، فإنها زيادة من ثلاثة من الثقات، لا سيما وفيهم حجاج بن محمد، على تثبُّته في الألفاظ والحروف، ومنزلته في ابن جريج.
قال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٤/ ١٤٨/ ١٥٩١): "والصحيح في حديث أبي محذورة: تربيع التكبير، ثم تثنية سائرها، فاعلم ذلك".
وقد انفرد عبد الرزاق دون من رواه عن ابن جريج، بقوله: فكان أبو محذورة لا يَجُزُّ نَاصِيَتَهُ، ولا يَفْرُقُها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح عليها؛ وهي زيادة شاذة؛ تفرد بها عبد الرزاق، ولم يتابع عليها.

الصفحة 6