كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 6)

دون أقرانه؛ لقُبِل منه، فهو الحافظ الثبت، الحجة الفقيه، وقد احتج بحديثه هذا الشيخان، وغيرهما، بل إن الذين ردوا حديثه هذا بالتأويلات البعيدة والباطلة لم يجسروا على تضعيف حديثه، ونقل بعضهم أن حديثه هذا لا خلاف بين أهل العلم في تصحيحه [إذا علمت هذا فانظر: الفتح لابن رجب (٤/ ٢٢٧) وغيره].
• وهذا الحديث رواه أيضًا حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح، واختلف عليه فيه، والصحيح: مرسل، وله طرق أخرى فيها ضعف، وبعضها واهٍ، انظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٥٨٦)، مسند الحارث (١٤٥ - زوائده)، مسند أبي يعلي (٣/ ٣٣٣/ ١٧٩٥) و (٣/ ٣٣٤/ ١٧٩٨)، تهذيب الآثار (٣٧٢ - الجزء المفقود)، المعجم الكبير (٢٠/ ١٥٦/ ٣٢٥)، طبقات المحدثين بأصبهان (٣/ ٨٣)، الناسخ لابن شاهين (٢٧٠ - ٢٧٢)، علل الدارقطني (١٣/ ٤٠٢/ ٣٢٩٧)، تاريخ أصبهان (١/ ١٢٠).
• ورويت قصة معاذ أيضًا من حديث:
١ - أنس بن مالك:
رواه جماعة من الحفاظ، عن إسماعيل ابن علية: ثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: كان معاذ بن جبل يؤم قومه، فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله، فدخل المسجد ليصلي مع القوم فلما رأى معاذًا طوَّل تجوَّز في صلاته، ولحق بنخله يسقيه، فلما قضى معاذ الصلاة قيل له: إن حرامًا دخل المسجد فلما رآك طوَّلت تجوَّز في صلاته ولحق بنخله يسقيه، فقال: إنه منافق، أيتعجل الصلاة من أجل سقي نخله!، فجاء حرام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ عنده فقال: يا نبي الله! إني أردت أن أسقي نخلًا لي، فدخلت المسجد لأصلي مع القوم، فلما طوَّل تجوَّزت في صلاتي ولحقت بنخلي أسقيه، فزعم أني منافق؟، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على معاذ، فقال: "أفتان أنت؟ أفتان أنت؟ لا تطوَّل بهم، اقرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١)} ونحوهما".
أخرجه النسائي في الكبرى (١٠/ ٣٣٥/ ١١٦١٠)، وأحمد (٣/ ١٠١ و ١٢٤)، والبزار (١٣/ ٥٨/ ٦٣٨٤)، وأبو على الطوسي في مختصر الأحكام (٢/ ١٩١/ ٢٩٠)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٨٩)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٢٢٥٣/٨٦٦)، والخطيب في المبهمات (٥١)، وابن بشكوال في الغوامض (٥/ ٣١٧)، والضياء في المختارة (٦/ ٢٧٩ و ٢٨٠/ ٢٢٩٢ و ٢٢٩٣).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عبد العزيز بن صهيب إلا إسماعيل بن إبراهيم".
وقال الطوسي: "يقال: هذا حديث حسن".
وقال ابن حجر في الإصابة (٢/ ٤٦): "حديث صحيح".
قلت: هو حديث صحيح، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفيه التصريح باسم الأنصاري الذي فارق معاذًا، لكنه لم ينسب، والله أعلم.

الصفحة 632