كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 6)

وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٢٨): "وهذا مرسل؛ لأن معاذ بن رفاعة لم يدركه".
قلت: فهو حديث ضعيف؛ لإرساله، وهذه الجملة: "إما أن نصلي معي، وإما أن تخفف على قومك": منكرة.
٤ - حزم بن أبي كعب:
يرويه موسى بن إسماعيل، قال: ثنا طالب بن حبيب، قال: سمعت عبد الرحمن بن جابر، يحدث عن جده حزم بن أبي كعب: أنه أتي معاذًا وهو يصلي بقومه صلاة المغرب، فطوَّل، فصلى ثم انصرف، فأصبحوا فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال معاذ: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد ابتدع حزمٌ الليلةَ بدعةً ما أدري ما هي؟ فجاء حزم فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مررت بمعاذ وهو يصلي بقوم صلاة المغرب، فاستفتح سورة طويلة، فصليت فأحسنت صلاتي، ثم انصرفت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معاذ لا تكونن فتانًا؛ إنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١١٠)، وأبو داود (٧٩١)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١١٩)، والدارقطني في المؤتلف (٢/ ٧٠٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٨٦٦/ ٢٢٥٢)، والبيهقي (٣/ ١١٧)، وابن بشكوال في الغوامض (٥/ ٣١٦)، وعلقه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ١٣٢).
قال أبو القاسم البغوي: "ولا أعلم روي حزم بن أبي كعب غير هذا، ولا رواه إلا طالب بن حبيب".
وقال ابن عدي: "وطالب هذا لا أعلم له من الحديث غير ما ذكرت، ونرجو أنه لا بأس به".
وقال أبو نعيم: "رواه عمرو بن دينار ومحارب بن دثار وأبو صالح في آخرين عن جابر: أن معاذًا صلى بقومه فطول، فصلى فتى من الأنصار وحده، ثم انصرف، ... الحديث، ولم يسموه. وقيل: إن المصلي خلف معاذ اسمه حرام" ثم ذكر حديث أنس.
وقال البيهقي: "كذا قال، والروايات المتقدمة في العشاء أصح، والله أعلم".
وقال الذهبي في تهذيب سنن البيهقي (٢/ ١٠٤٨): "إسناده على نكارته صالح".
• خالفه: أبو داود الطيالسي، قال: ثنا طالب بن حبيب، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه، قال: مر حزم بن أبي كعب بن أبي القين بمعاذ بن جبل وهو يصلي صلاة العتمة بقومه، فافتتح سورة طويلة، ومع حزم ناضح له، فتأخر فصلى، فأحسن الصلاة، ثم أتي ناضحه، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، وقالوا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه من صالح من هو منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معاذ لا تكونن فتانًا" [وفي رواية: قالها ثلاثًا "إنه يصلي وراءك الضعيف والكبير وذو الحاجة والمعتل"].
أخرجه البزار (١/ ٢٣٧/ ٤٨٣ - كشف)، والطحاوي في المشكل (١٠/ ٤١٢/ ٤٢١٧)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١١٩)، وابن بشكوال في الغوامض (٥/ ٣١٧)، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١١٠).

الصفحة 635